أعلنت عدد من المنظمات الحقوقية السبت عن إدانتها البالغة للتعامل القاسي وإجراءات القبض العشوائي التي قامت بها قوات الأمن لفض مظاهرات الأهالي على الطريق الدائري بين جزيرة محمد وطناش احتجاجا على قرار الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء بضم أجزاء من القريتين لمحافظة 6 أكتوبر بدلا من الجيزة . وشكل المركز المصري للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ومركز هشام مبارك وجبهة الدفاع عن متظاهري مصر غرفة طوارئ لتقديم الدعم القانوني للمتظاهرين الذين تعرض بعضهم للقبض عليه من جانب قوات الأمن التي استعرضت قوتها عليهم واستفزتهم . وقال بيان مشترك للمنظمات الحقوقية إن قوات الأمن فضت مظاهرات أهالي قرية جزيرة محمد بعد أن قطعوا صباح السبت موكب محافظ 6 أكتوبر ورشقوه بالحجارة ، فقررت قوات الأمن حظر التجوال على أهالي القرى المحيطة بالطريق الدائري ومنعت المواطنين من الخروج من بيوتهم وأطلقت بعدها القنابل المسلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين مما دفع الأهالي لإغلاق النوافذ والأبواب بسبب كثافة دخان القنابل التي قال الأهالي إن الأمن استخدمها بغزارة شديدة لدرجة إصابة مجند أمن مركزي بحالة اختناق شديدة . واشتبكت مساء الجمعة وتسع ساعات متواصلة قوات الأمن مع الأهالي المتظاهرين وقبضت على حوالي 151 متظاهرا واقتادتهم إلى قسم الوراق في حين استخدمت في هذا الوقت المتأخر من الليل قوات الأمن القنابل المسيلة للدموع والرصاص المطاطي صباح السبت الأمر الذي أثار أهالي قرى مجاورة هي المنصورية وذات الكوم وبرقاش وأوسيم حيث انضموا لمتظاهري جزيرة محمد وطناش ليصل العدد إلى الآلاف وهو ما أدى إلي استدعاء المزيد من قوات الأمن لتفريق الأهالي المتجمعين حيث نجحت قوات الأمن في انزالهم من فوق الطريق الدائري إلا أن الأهالي تجمعوا أسفل الطريق الدائري وقاموا برشق قوات الأمن بالحجارة . وقال شهود عيان إن قوات الأمن قامت بالاعتداء على المحتجين و قامت بإغلاق كل المنازل المحيطة بالطريق الدائري لمنع الأهالي من متابعة الأحداث والمشاركة فيها ، ومنع الصحفيين والمصورين من الوصول إليها وتصويرها حيث جرى كسر أبواب ثلاثة منازل يعتقد أن متظاهرين اختبئوا فيما أكد شهود عيان آخرون إصابة عدد من المواطنين والأطفال باختناقات وضيق في التنفس نتيجة القنابل . وقالت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر في بيان ثان لها إن المقبوض عليهم تم ترحيلهم الي نيابة الوراق بمجمع محاكم السودان حيث وجهت النيابة لخمس متهمين تهم التجمهر وتعطيل المرور وإتلاف ممتلكات عامة ومقاومة السلطات ، وإصابة عدد من أفراد الشرطة وعلى رأسهم اللواء عبد الموجود علي لطفي ، فيما أكد البيان تعرض اغلب المعروضين أمام النيابة إلى اعتداءات عنيفة من قبل الأمن حيث يعاني أغلبهم من إصابات ظاهرة للعيان فضلا عن أن أكثر من نصف المتهمين محتجزين حتى الآن في عربات ترحيلات سيئة التهوية مما أدى لإصابة عدد من المقبوض عليهم بحالات إغماء فيما انتقدت الجبهة تباطؤ النيابة العامة في التحقيق مع المتهمين رغم وجود 12 وكيل نيابة لافتة إلى أن قوات الأمن رحلت 40 متهما لمديرية أمن الجيزة بدون قرار من النيابة .