لماذا حضر رئيس «الخمسين» عمرو موسى اجتماع جبهة الإنقاذ؟ اجتماع عاجل لممثلى الجبهة والقوى الوطنية والشباب فى لجنة الخمسين لتحديد موقفهم من الدستور الجديد ثلاث ساعات ونصف الساعة هى عمر الاجتماع الساخن الذى عقده المكتب السياسى لجبهة الإنقاذ الوطنى مساء أول من أمس بحزب الوفد، بعد انقطاع دام عدة أسابيع، وذلك للتحضير لجلسة استماع مع عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لمعرفة آخر ما توصلت إليه اللجنة والتشاور حول تنسيق الجبهة مع حملة تمرد للاستعداد للانتخابات البرلمانية.
الاجتماع الذى شهد سجالات نقاشية ساخنة بين أعضاء الجبهة، وخلافات حول عدة أمور، وقال مجدى حمدان القيادى بحزب الجبهة «الاجتماع تناول التنسيق بين الجبهة وحملة تمرد، وهو ما تم التحفظ عليه، خصوصا بعد تطاول عدد من قيادات (تمرد) فى حزب الجبهة وقيادات جبهة الإنقاذ ووصفهم بالعواجيز»، مضيفا: «اقترحت عدم ذكر اسم حملة تمرد فى بيان الجبهة، وهو ما اعترض عليه حسين عبد الغنى، ولكن بعد سجال اقتنعت كل قيادات الجبهة بوجهة نظرى، وأكدوا أن استمرار تحالفهم مع أى كيان سياسى يكون على أساس من الاحترام المتبادل وتحت مظلة جبهة الإنقاذ الوطنى، فقد قلت: لا يوجد كيان الآن اسمه تمرد والمجموعة التى تطلق على نفسها قادة تمرد لا يمثلون إلا أنفسهم، فكلنا تمردنا وكنا جزءًا من الحملة، فرد حسين عبد الغنى الذى لم يحضر الاجتماعات منذ أكثر من ستة أشهر وجاء إلى هذا الاجتماع فقط للدفاع عن تمرد، فرد عليه قيادات الجبهة بأنك لا تحضر ولا تعرف شيئا، وانتهى الأمر برفض قيادات الجبهة ذكر اسم تمرد فى البيان».
القيادى بحزب الجبهة قال «الإنقاذ لم تتخذ قرارا بشأن التوافق حول مرشحها للرئاسة، وحسين عبد الغنى عرض الأمر خلال الاجتماع فقام عدد من الأعضاء بطرح وجهة نظرهم كالدكتور أسامة الغزالى حرب الذى قال إن الفريق عبد الفتاح السيسى أفضل من يقود مصر فى هذه المرحلة فى ظل فاشية الإخوان المسلمين»، رافضا فكرة عسكرة الدولة، ومدللا على حديثه بأن الرئيس جمال عبد الناصر كان ذا خلفية عسكرية، ولكنه صاحب إنجازات كثيرة كقانون الإصلاح الزراعى وتشييد السد العالى، والرئيس أنور السادات صاحب نصر أكتوبر ووقع معاهدة السلام وبدأ الانفتاح الاقتصادى، والقضية ليست فى خلفية الرئيس العسكرية، ولكن فى فكره وقناعاته، فلم يرد عليه من الحضور سوى الدكتور محمد أبو الغار الذى قال إن مبارك أيضا كان عسكريا، فأنهى الأمين العام للجبهة الدكتور أحمد سعيد الحوار فى هذا الموضوع، خصوصا أنه لم يكن مُدرَجًا فى أجندة الاجتماع، وقال «الوقت مبكر للحديث حول هذا الأمر»، مشيرا إلى أن حمدين صباحى المرشح الرئاسى السابق التزم الصمت فى أثناء هذا الحور».
حمدان قال إن الدكتور أحمد سعيد أكد أهمية أن يعاد فتح قنوات اتصال مع رئاسة الجمهورية حول المقترح الذى قدمته الجبهة بضرورة إجراء الانتخابات الرئاسية قبل الانتخابات البرلمانية، وأكد أنه سيحاول مجددا الاتصال برئاسة الجمهورية لمعرفة رأيها، وأضاف: «تقرر تشكيل لجنة من ممثلى الجبهة بلجنة الخمسين وشباب الأحزاب السياسية لمتابعة آخر تطورات عمل اللجنة والمنتج النهائى للدستور، كى تكون مقتنعة به حتى تستطيع إقناع المواطنين بالتصويت لصالحه».
الدكتور محمد أبو الغار رئيس حزب المصرى الديمقراطى قال «الجبهة ناقشت بشكل عام ملفى الاستعداد للانتخابات البرلمانية والدستور الجديد، وعمرو موسى رئيس لجنة الخمسين عرض على أعضاء الجبهة ملخصا لآخر ما توصلت إليه أعمال اللجنة، وذلك حتى تحدد الجبهة موقفها من الدستور الجديد وأوجه اعتراضاتها عليه».
أبو الغار أفاد أن الجبهة وافقت من حيث المبدأ على فكرة وضع قانون لتنظيم حق التظاهر، ولكنها اعترضت على عدة نقاط فى مضمون القانون، ولذلك تنتظر رأى المجلس القومى لحقوق الإنسان حول القانون، والذى سيتم إعلانه فى مؤتمر يعقد اليوم الإثنين، مضيفا «الشاغل الأكبر لأعضاء الجبهة خلال الاجتماع كان فى إيجاد آلية عمل جادة للجبهة خلال الفترة المقبلة».
الاجتماع الذى بدأ فى السابعة مساء وانتهى فى العاشرة والنصف، تلا بعده حسين عبد الغنى البيان الصادر عن الاجتماع والذى جاء فيه «تأكيد استمرار دور الجبهة كجناح سياسى للثورة للحفاظ على أهداف ثورتى 25 يناير و30 يونيو فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة والاستقلال الوطنى».
الجبهة أكدت التزامها بتشكيل تحالف وطنى واسع من قوى الثورة يضم كل شباب الحركات الثورية المختلفة فى عمل أوسع بتنسيق سياسى حول قضايا الدستور والانتخابات والقوانين المطروحة من الحكومة، الخاصة بحرية التعبير والتنظيم ومكافحة الإرهاب، مع احترام تضحيات شهدائنا الذين انتزعوا حقوق التظاهر والاعتصام السلمى، مشددة على التزامها بما أقرته منذ تأسيسها بدخول الانتخابات البرلمانية بقائمة موحدة.
وأعلنت عن عقد اجتماع عاجل لممثلى الجبهة والقوى الوطنية والشبابية فى لجنة الخمسين وبحضور رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى أحد القيادات المؤسسة للجبهة، لبلورة رؤية وطنية كإطار فكرى يؤكد على الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة، ويعكس أهداف ثورتى يناير ويونيو.
جدل كبير فى الأوساط السياسية أثاره حضور رئيس لجنة الخمسين عمرو موسى، اجتماع جبهة الإنقاذ.. «بأى صفه؟»، كان التساؤل الكبير الذى أثارته الزيارة، هل لأنه ما زال عضوًا بالجبهة، أم لأنه رئيس فى لجنة الخمسين، وتأتى الزيارة فى إطار تشاوراته مع القوى السياسية؟
عضو الجبهة أحمد بهاء الدين شعبان، قال إن موسى حضر بصفته رئيس لجنة الخمسين، وذلك فى إطار لقاءاته كل المؤسسات والقوى السياسية المهتمة بصياغة دستور يليق بمصر ويحقّق كل المطالب والأهداف التى يتمناها ويسعى إليها المصريون بعد الثورة، مضيفًا أن هذا هو أول اجتماع للجبهة يحضره موسى بعد توليه رئاسة لجنة الخمسين، قائلًا «موسى أراد أن يتواصل مع قيادات الأحزاب لمعرفة رأيهم فى عمل اللجنة وإطلاعهم على آخر ما وصل إليه عمل اللجنة بشأن مواد الدستور». شعبان قال إن موسى لم يحضر مناقشات الجبهة حول الاستعداد للانتخابات أو قانون التظاهر، لكنه جاء متأخرًا بعد ما يقرب من ساعة ونصف الساعة من بدء اجتماع الجبهة فى الجزء الخاص بالدستور وعرض ملخّص لآخر ما وصل إليه الدستور والمواد التى ما زالت محل نقاش، وطمأن أعضاء الجبهة على سير العمل داخل اللجنة من أجل الخروج بدستور يحظى بتوافق وطنى حوله.
أما القيادى فى حزب الدستور جورج إسحق، فأكد أن أعضاء الجبهة كان لديهم كثير من التساؤلات حول عدد من مواد الدستور، ولذلك اجتمعوا مع رئيس اللجنة للاستماع إليه ومعرفة آخر ما توصّل إليه عمل اللجنة، مضيفًا أن موسى حضر بصفته عضوًا مؤسسًا فى جبهة الإنقاذ، قائلًا «يعنى واحد زميلنا وجاى يقعد معانا، هنقول له إنت جاى ليه وبأى صفة، إحنا كنا عايزين نقعد معاه، وهو كان عايز يقعد معانا، وهو حر يقابل اللى عايزه ومايقابلش اللى مش عايزه».
من جانب آخر، رد الدكتور أحمد كامل المستشار الإعلامى لموسى، بأنه ليس هناك أى مشكلة فى اجتماع موسى بجبهة الإنقاذ، خصوصًا أنه التقى كل القوى السياسية والمؤسسات والهيئات للاستماع إليهم والتشاور معهم حول رؤيتهم للدستور الجديد، مضيفًا أن معظم أعضاء الجبهة ممثلون لهيئات ونقابات وأحزاب ويجتمعون معهم ولا أحد يتحدث عن ذلك، فلماذا تحدث مشكلة عندما يجتمع موسى مع الجبهة التى ينتمى إليها؟ قائلًا «سامح عاشور نقيب المحامين ويحضر اجتماعاتهم، فلما يحضر نسأله لماذا حضرت وبأى صفة؟ وكذلك ضياء رشوان، وغيرهما كثيرون، وموسى ما زال عضوًا فى الجبهة ومن حقّه حضور اجتماعاتها».
كامل قال إن موسى يجتمع يوميًّا مع ممثلى حزب النور، والتقى من قبل رئيس حزب النور وأعضاء من تيار الاستقلال الذى يضم مجموعة من الأحزاب، والآن اجتمع مع أحزاب جبهة الإنقاذ الوطنى، فما العيب فى هذا؟ مضيفًا أن هناك فارقًا كبيرًا بين حزب المؤتمر وجبهة الإنقاذ الوطنى، فموسى استقال من حزب المؤتمر، لكنه ما زال عضوًا فى جبهة الإنقاذ، وهو لم يحضر أى اجتماعات لحزب المؤتمر، قائلًا «موسى عندما قال إنه يفضّل أن لا يكون رئيس لجنة فى الخمسين رئيس حزب، والآن لم يخالف ما قاله، لأن جبهة الإنقاذ ليست حزبًا، لكنها 18 حزبًا متحالفة، ثم أين الأحزاب الأخرى التى لم يجتمع معها موسى؟ فهو اجتمع مع كل الأحزاب الكبرى فى مصر».