بمجرد أن أعلن «رابح سعدان» عن قائمة ال25 لاعباً المقرر ضمهم لمعسكر المنتخب الجزائري في سويسرا استعداداً لخوض نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا في يونيو المقبل، اندلعت موجة من الغضب والسخط الشديدين في الشارع الكروي الجزائري الذي هاجم «سعدان» و«روراوة»، متهماً حكومة بلاده بخيانة الوطن، والتنصل من دماء الشهداء، والعبث بمصير الشعب الجزائري، وجاء غضب الجماهير الجزائرية علي خلفية قرار المدير الفني «رابح سعدان» بضم حارس مرمي فريق «سلافيا صوفيا» «رايس وهاب مبولحي» لصفوف الخضر رغم أنه يهودي. وكانت الصحف الجزائرية قد أكدت أن اللاعب من أصول جزائرية، في حين كشفت صحيفة لوموند الفرنسية عن هوية «مبولحي»، حيث أشارت إلي أنه من أم جزائرية مسلمة وأب كونغولي يهودي، وما زاد الطين بلة هي التصريحات التي أدلي بها «مبولحي» لوسائل الإعلام البلغارية والتي تهكم فيها علي الطريقة التي حصل بها علي جواز السفر الجزائري، مشيراً إلي أنه استلمه في غضون خمس دقائق فقط، في حين تمتد مدة حصول المواطن الجزائري علي جواز سفر بلاده لفترة تتراوح بين 15 يوماً وشهر كامل. «رايس وهاب مبولحي» المولود في الخامس والعشرين من أبريل عام 1986 بالعاصمة الفرنسية باريس بدأ حياته الكروية عام 2002 لاعباً ضمن صفوف نادي مارسيليا واستمر به حتي عام 2006، لكنه لم يشارك في أي مباراة مع الفريق، ومنذ عام 2006 وحتي الآن تنقل اللاعب بين أندية «هارتس» الاسكتلندي و«أثينيكوس» و«بانيتوليكوس» اليونانيين و«ريوكويو» الياباني حتي استقر به المطاف بفريق «سلافيا صوفيا» البلغاري والذي انتقل إليه مطلع العام الجاري، كما شارك اللاعب ضمن صفوف المنتخب الفرنسي تحت 16 عاماً وتحت 17 عاماً، وذلك في الفترة من عام 2002 حتي عام 2004. وفي تعليقه علي الغضب الجزائري من ضم اللاعب اليهودي قال الدكتور «كمال درويش» رئيس نادي الزمالك الأسبق إن الرياضة لا علاقة لها بالدين، مشيراً إلي أنه لو كان في نفس الموقف وكان المدير الفني للمنتخب الجزائري لضم الحارس اليهودي طالما أن الحارس مستواه متميز، وأكد «درويش» أن الفيصل في هذا الأمر ليس الدين أو المذهب وإنما مستوي اللاعب، مشيراً إلي أن الفيفا منع جنوب أفريقيا من المشاركة في البطولات الرياضية بسبب التمييز العنصري، وقال «درويش»: مادام اللاعب يحمل الجنسية الجزائرية وانضمامه للمنتخب الجزائري شرعياً فما المانع من ضمه إذا كان مستواه جيداً وسيفيد منتخب بلاده، وقال «درويش» . في البطولات الأوليمبية تواجه يتلاقي لاعبون لا دين ولا مذهب لهم، ومع ذلك نتنافس معهم فلم كل هذه الضجة. أما «حمادة صدقي» مدرب المنتخب الوطني فقد أكد أن ضم لاعب يهودي لصفوف المنتخب الجزائري حرية شخصية ل«رابح سعدان»، فهو حر في اختيار من يفيد فريقه، رافضاً التعليق عم إذا كان هذا القرار صحيحاً أم خاطئاً، وقال «صدقي»: إن الأمر لا يعني الجهاز الفني المصري في شيء.
