واصل سيف الإسلام النجل الثاني للزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مفاجآته السياسية بمطالبته بحكم أكثر فاعلية في ليبيا التي يحكمها والده منذ أكثر من أربعين سنة. وقال نجل القذافي في المحاضرة التي ألقاها أمس الأول بمقر الجامعة الأمريكية تحت عنوان «ليبيا الماضي والحاضر والمستقبل»، في الجامعة الأمريكية في القاهرة: «نحتاج إلي إصلاح نظامنا ونحتاج إلي تغيير مجتمعنا ونحتاج إلي إعادة ابتكار بلدنا». وشن سيف الإسلام هجوماً حاداً ولاذعاً علي غياب الحكم المحلي والمجتمع المدني في بلده، وقال: «ليست لدينا حكومات محلية وهو خطأ كبير وليست لدينا مجالس بلدية». وتابع: «لم ننشئ شيئاً من أجل الديمقراطية وليست هناك وسائل إعلام مستقلة (...) المجتمع المدني غائب». وطالب مجدداً بوضع دستور جديد لليبيا، معتبراً أن الدستور له أهمية حيوية في تحقيق الرخاء لليبيا وأن علي البلاد أن تحث الخطي نحو الإصلاح من نظامها الإداري، مضيفا:« لا يمكنك أن تدير دولة دون أن يكون لديك دستور ودون قوانين أساسية.. إنها ضرورة». وشدد علي أنه يجب مراجعة طريقة الحكم بشكل كبير وبشكل جاد للغاية، فهذه هي الأولوية الأولي. واعتبر المهندس سيف الإسلام أن عملية الإصلاح السياسي والاقتصادي في ليبيا تنطوي علي مخاطر لكنها ضرورية وحتمية، مشيراً إلي أن ليبيا بحاجة إلي دستور جديد وتقوية مؤسسات المجتمع المدني في إطار إعادة تهيئة الدولة الليبية للتحديات المقبلة. وقال نجل القذافي في رده علي أسئلة وجهت إليه: إنه لا يطالب بالإصلاح من باب العلاقات العامة أو لكي يقول عنه الناس إنه شخص ظريف أو لبيرالي وإنما لأن هناك حتمية لإحداث التغيير في ليبيا، لافتاً إلي أن أي عملية إصلاح سياسي في أي دولة في العالم تنطوي علي مخاطر حقيقية. وجاء اختيار سيف الإسلام لمنصة الجامعة الأمريكية لإلقاء محاضرته في وقت تحدث فيه والده العقيد معمر القذافي الأسبوع الماضي في ندوة تليفزيونية مع أكاديميين وخبراء أمريكيين عن رغبته في تعزيز العلاقات الليبية الأمريكية في مختلف المجالات. وكشف نجل القذافي النقاب للمرة الأولي عن أن المواطنين اللبنانيين ممنوعون بصورة مؤقتة من دخول ليبيا بسبب ما وصفه بسوء التفاهم الحاصل بين البلدين علي خلفية الاتهامات المستمرة التي يوجهها قادة بارزون من الشيعة اللبنانيين إلي ليبيا بالمسئولية عن اختفاء الإمام الشيعي موسي الصدر مع مرافقين له عن الأنظار خلال آخر رحلة قام بها إلي ليبيا عام 1978. وأوضح نجل القذافي أن بامكان أي شخص في العالم أن يزور ليبيا بلا تعقيدات، مستثنياً حملة الجوازات الإسرائيلية أو القادمين من إسرائيل التي لا ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع بلاده. لكنه لفت إلي أن الوضع مختلف بالنسبة لمصر التي قال إنها دولة جارة وشقيقة كبري ولديها ملايين العمال المقيمون في الأراضي الليبية، مؤكداً أن هناك حاجة للتوصل إلي ترتيبات مشتركة بخصوص عملية السفر والانتقال من الأراضي المصرية إلي نظيرتها الليبية.