الألغام حرمت الدول العربية من استثمار الأراضي.. والمجتمع المدني شريك أساسي في جهود «الإزالة والتطهير» الجامعة العربية تحذر من مخاطر بقاء الألغام أكدت جامعة الدول العربية أهمية تضافر الجهود من أجل التصدي لمشكلة الألغام وتعزيز مشاركة المجتمع المدني في إزالتها، وقالت رئيسة قطاع الشئون الاجتماعية والأمينة العامة المساعدة بالجامعة العربية السفيرة «سيما بحوث» أمام المؤتمر الإقليمي الذي أقيم مساء أمس الأول الأربعاء بالجامعة العربية تحت عنوان (دور منظمات المجتمع المدني في إزالة الألغام الأرضية وتنمية الأماكن المتضررة)، أن قضية الألغام تمثل أهمية خاصة سواء علي المستوي الدولي الإقليمي وبصفة خاصة علي المستوي العربي، وقد حرمت الدول من استثمار الأراضي لصالح التنمية. وأشارت «بحوث» إلي أن التخلص من الألغام سيسهم في التخفيف من المعاناة البشرية لسكان المناطق المجاورة للمناطق المزروعة بالألغام وفي دعم اقتصاديات تلك الدول، وفي الحد من مشكلة البطالة ومشكلة الهجرة غير الشرعية، وكذلك الحد من ضحايا الألغام، وتوفير الإمكانات لتأهيل الضحايا وإعادة إدماجهم في المجتمع. وأكدت أهمية المؤتمر الإقليمي لمكافحة الألغام من أجل التحاور بين المنظمات غير الحكومية بعضها البعض والخبراء المختصين وممثلي الدول حول مشكلة الألغام لوضع تصورات ومقترحات تسهم في دعم جهود الدول العربية في هذا الإطار. وتطرق المؤتمر إلي أسباب مشكلة الألغام في العالم العربي بما فيها الحرب العالمية الثانية والحروب العربية الإسرائيلية وما سببته من آثار اقتصادية واجتماعية. من جانبه أكد محمود راشد الوزير المفوض ومدير إدارة المجتمع المدني بالجامعة العربية أهمية دور المنظمات غير الحكومية في تفعيل ملف مكافحة الألغام في الدول العربية. وأضاف راشد أن ذلك الدور، هو دور داعم للجهود الحكومية، لافتاً إلي خروج المؤتمر بتوصيات مهمة لتفعيل دور منظمات المجتمع المدني لمعالجة المشكلة، ورفع مستوي التوعية بمشكلة الألغام. وأوضح اللواء مجدي دياب رئيس الجمعية العربية لخدمة المناطق المضارة بالألغام خلال كلمته، أن دعم الأنشطة التي تقوم بها منظمات المجتمع المدني أمر مهم وأن العديد من الدول العربية تعاني مشكلة الألغام التي تسببت في سقوط العديد من الضحايا، ولا تزال تتسبب في إصابة العديد من المواطنين بإصابات خطيرة إلي جانب الأضرار الاقتصادية الكبيرة الناتجة عن وجودها في أراض شاسعة من الدول العربية. وكان الحضور من عدة دول عربية مضارة من الألغام خاصة مصر وليبيا واليمن، فضلاً عن الاتحاد الأوروبي ومنظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر وهيئة الاستعلامات والمجلس القومي لحقوق الإنسان وعدد من المنظمات الدولية المعنية بمشكلة الألغام في العالم. وقد شاركت جمعية «الناجين من الألغام للتنمية الاقتصادية» بمطروح من خلال الأمين العام للجمعية «أحمد عامر»، رئيس لجنة مكافحة الألغام بالمجلس الشعبي المحلي بمركز مطروح والمنسق الميداني للجمعية العربية، والذي قدم عرضاً للدراسة الميدانية عن حالة سكان محافظة مطروح كمثل للمواقع بالوطن العربي، واضعاً في الاعتبار أهمية وجود اتحاد للجمعيات العاملة في مجال الألغام بجامعة الدول العربية، وأن يكون هناك اتحاد للجمعيات العاملة في مجال الألغام بالاتحاد الأفريقي، وأوصي بضرورة المطالبة بحقوق الضحايا عبر الطرق الدبلوماسية أو القانونية من خلال المحاكم الدولية، وأن يكون هناك تنسيق كامل مع الجمعيات والاتحادات بالدول العربية والأفريقية للعمل بمنهجية جادة وصولاً للأهداف المرجوة من أنشطة إزالة الألغام والتوعية بمخاطرها ومساعدة الضحايا لتحسين المستوي المعيشي لهم في ظل التحديات الدولية.