بعيدا عن الجدل القانونى حول الحكم الصادر من محكمة الأمور المستعجلة بحظر تنظيم الإخوان المسلمين.. فإن الشعب قد حظر الإخوان قبل هذا الحكم وقبل أى حكم آخر يصدر من أى محكمة. نفس الأمر الذى اتخذه الشعب مع الحزب الوطنى الفاسد.. حزب مبارك وابنه.. وذلك فى أثناء انتخابات 2010 المزورة والتى شارك فيها الإخوان وحزب السيد البدوى.
فقد قرر الشعب حظر الجماعة بعد تجربة حكم الإخوان ومندوبهم فى الرئاسة.. واعتبر حكمهم غير شرعى، وأنهم سطو على السلطة حتى ولو كان وفقا لما يدعون أنه جاء بالصندوق!
فقد كشف الشعب كذبهم..
وكشف الشعب تضليلهم..
وكشف الشعب تجارتهم بالدين.
وكشف الشعب سرقتهم وسطوتهم على ثورة 25 يناير.
وكشف الشعب خيانة الجماعة للوطن.
وكشف الشعب أنهم جماعة تعمل لصالح الأهل والعشيرة فقط.
وكشف الشعب أنهم سعوا إلى السلطة بكل الطرق.. حتى بالتزوير وبالزيت والسكر!!
وكشف الشعب إرهابهم.
وكشف الشعب تعاونهم مع الإرهابيين واستدعاءهم حلفائهم القدامى.
وكشف الشعب فشلهم..
وكشف الشعب طائفيتهم..
وكشف الشعب استبدادهم.
وكشف الشعب فسادهم السياسى..
وكشف الشعب طمعهم وإقصاءهم للآخرين.
وهو الشعب نفسه الذى وقف مع الإخوان كثيرا خلال السنوات الماضية.
وهو الشعب الذى رفض وصفهم «بالمحظورة» التى كان يطلقها نظام مبارك الفاسد المستبد وآلته الأمنية.
لقد كشف الشعب أن الإخوان ومندوبهم يسيرون على نفس منهج مبارك من أجل السيطرة والتمكين، ولم يكن أبدا فى تصورهم أى ديمقراطية أو حرية وإنما استغلوا الدين عبر مشايخ سطحيين للتجارة على الشعب والإسلام منهم برىء.
لقد تحول الإخوان إلى تجار.
تجار وبقالين تجزئة وجملة.
تجار للبشر عبر استخدامهم الأطفال والنساء فى اعتصاماتهم وإرهابهم.
تجار للدين.. وما أدراك ما استغلالهم للإسلام عبر مشايخ ومُدَّعين التقوى وهم فاسدون!!
لقد كشف الشعب إرهابهم.
وتصدى الشعب لهم فى كل مكان فى القرى والمدن وفى القاهرة.
واستخدمت الجماعة كل ما تملك من ميليشيات لإرهاب وترويع المواطنين من أجل السيطرة.
لكن الشعب لم يهتم بادعاءاتهم وكذبهم وتضليلهم وإنما تصدى لهم.. وتصدى لإرهابهم..
فقد قرر الشعب حظرهم بعد أن كشف استبدادهم وسطوتهم على ثورته..
وقد بدا ذلك واضحا فى إعلان مرسى الديكتاتورى وفى دستور الغريانى الطائفى!!
ولم يكتفِ الشعب بالحظر.. وإنما دعا إلى الثورة عليهم مبكرا.. بعد أن «اغتروا» بالسلطة وتخيلوا أنها فى أيديهم إلى الأبد، وبعد أن نجحوا فى السيطرة على مؤسسات الدولة، وبدؤوا فى هدمها.. لإعادة بنائها على طريقتهم الخاصة لصالح الأهل والعشيرة.
فكانت ثورة الشعب مبكرة.
وأجبر الشعب مؤسستى الجيش والشرطة على الانحياز بعد أن كشف الجميع أن الإخوان جريمة فى حق الوطن.. وأنهم يهدمون البلد.
فكانت ثورة 30 يونيو.
تلك الثورة التصحيحية لثورة 25 يناير التى سطا عليها الإخوان.
فكان الحظر الشعبى أقوى من أى حكم.
■ ■
■ مبارك كان حاكما فاسدا ومستبدا ووزير داخليته حبيب العادلى كان فاسدا وأداته فى توريث الحكم لابنه.. ولن ينسى الشعب ذلك.. وقد كانت ثورة 25 يناير ضد مبارك ونظامه وجهاز أمن دولته.