لم يتبق علي موعد إجراء انتخابات الشوري سوي ثلاثة أسابيع في الوقت الذي لا يعلم فيه الناخب السكندري شيئاً عن المرشحين علي مقاعد الإسكندرية السبعة التي تجري عليها الانتخابات سواء المرشحين عن حزبها الوطني، أو المرشحين عن أحزاب المعارضة والمستقلين. ففي الوقت الذي يتكتم فيه الحزب الوطني الإعلان عن أسماء مرشحيه انتظاراً للساعات الأخيرة قبل غلق باب الترشيح تفادياً لانشقاق أعضاء الحزب عليه وخوضهم الانتخابات كمستقلين، فإن أحزاب الإسكندرية بدورها لم تستقر علي أسماء مرشحيها أو الدوائر التي ستخوض عليها الانتخابات انتظاراً لإعلان الوطني عن قائمته، وربما انتظاراً لما ستسفر عنه التربيطات والصفقات والتحركات الأمنية يستثني من ذلك حزب التجمع باعتباره الحزب الوحيد الذي أعلن عن مرشحه عن الدائرة الأولي «فتحي الدسوقي» ربما كمحاولة للتغاضي عن ملابسات فوز نائبه الحالي عن الدائرة الثالثة أحمد شعبان الذي جاء بصفقة شهيرة مع الحزب الوطني في انتخابات الشوري الماضية، وحصل من الدائرة علي أعلي عدد أصوات في تاريخها رغم أن أحداً لم يكن يعلم أن هناك مرشحاً للتجمع بالدائرة. أما باقي أحزاب الإسكندرية، فتكتفي بتسريبات عن أسماء لمرشحين محتملين أو دوائر بعينها، مثل خوض محتمل لحزب الوفد للانتخابات عن الدائرة الخامسة علي مقعد العمال، أو منافسة حزب الجيل بمرشح محتمل علي الدائرة الثالثة «عمال»، وكذلك تلويح حزب الغد جبهة موسي مصطفي موسي باسم امرأة هي سوريا سرور عن الدائرة الأولي، في حين أعلن حزب الغد «جبهة أيمن نور» مقاطعته للانتخابات الحالية، ورغم ما أثير عن ترشيح سعيد بسيوني بسبب تعنت لجنة شئون الأحزاب وعدم الاعتداد بإيهاب الخولي - رئيساً للحزب - كما أعلن حزب الجبهة مقاطعته للانتخابات لعدم ثقته في نزاهتها، بينما أعلن حزب العمل خوضه الانتخابات بمرشحه خالد الزعفراني الإخواني المنشق. لتبقي المفاجأة الوحيدة في الانتخابات الحالية هي إعلان جماعة الإخوان المسلمين عن ترشيح أحد كوادرها علي مقعد هشام طلعت مصطفي بالدائرة الأولي «الرمل - المنتزه - سيدي جابر» لينافس مرشح الحزب الوطني المحتمل محمد عبداللاه، وهي المرة الأولي التي تعلن فيها الجماعة عن مرشحيها قبل فتح باب الترشيح دون أن تخشي أن يتم اعتقالهم، وهو الأمر الذي أثار علامات استفهام عديدة حول موقف الجماعة، ووضعها في دائرة الشبهات بإبرام صفقات مع الحكومة، خاصة أن الحزب الوطني قد ضحي بعبد اللاه - في إطار تبادل الصفقات - وهو ما ردت عليه الجماعة باختيار مرشح يعد من أبرز معارضي الحكومة وهو دكتور علي بركات - الأستاذ بكلية الهندسة ومؤسس لجنة الحريات بجامعة الإسكندرية وأحد مؤسسي لجنة مهندسين ضد الحراسة - وبهذا الاختيار قطعت الجماعة الأحاديث التي دارت حول عزم الجماعة ترشيح صبحي صالح - نائب الشعب الحالي - عن دائرة الرمل - في انتخابات الشوري علي مقعد هشام طلعت مصطفي. وقد أعلن نواب الإخوان الثلاثة في مجلس الشعب في الدائرة الأولي «صبحي صالح والمحمدي سيد أحمد عن دائرة الرمل ومصطفي حمد عن دائرة المنتزه» دعمهم ومساندتهم لبركات ولم تعلن الجماعة حتي الآن عن مرشح ثان لها في انتخابات الشوري بالإسكندرية، في حين تؤكد كوادرها أن الجماعة ستكتفي بمرشح واحد، رغم كل الأحاديث عن خوضها الانتخابات بمرشح ثان عن الدائرة الرابعة «مينا البصل والجمرك واللبان» التي تملك فيها الجماعة نائبين في البرلمان عن دائرة مينا البصل هما دكتور حمدي حسن ودكتور حسين إبراهيم. ويقول حسين إبراهيم بوصفه - رئيس المكتب الإداري للجماعة بالإسكندرية -: «لدينا حتي الآن مرشح واحد هو دكتور علي بركات عن الدائرة الأولي لأنها تمثل ثقلاً إخوانياً كبيراً ولم نحسم أمرنا في باقي الدوائر وإن كان الأرجح أننا سنكتفي بمرشح واحد فقط»، واستبعد إبراهيم احتمالية قيام الأجهزة الأمنية باعتقال بركات، قائلا: «لا أتصور أن تقوم الجهات الأمنية بمثل هذه الخطوة لأن المجتمع لن يقبل هذا الأمر»، في حين قال صبحي صالح - الذي أصبحت أكبر مهامه حالياً هي مساندة بركات في دائرته «إذا قامت الأجهزة الأمنية باعتقال بركات فلدينا البديل، بل لدينا أكثر من بديل، وسوف تكون المعركة في البديل أكثر شراسة وسوف نفضح النظام الحالي». يحدث هذا في الوقت الذي يدور فيه غضب مكتوم داخل الكنيسة بالإسكندرية بسبب ما أثير عن ملابسات ترشيح كرم أنور بخيت عن الدائرة الثانية وجر الكنيسة إلي الحديث عن مفاوضات جرت مع الحزب الوطني لترشيح بخيت بإحدي دوائر الإسكندرية عوضاً عن المطالبة بكوته للأقباط في البرلمان، وهو ما أثار غضب المرشحين الأقباط الثلاثة الآخرين في المجمع الانتخابي للحزب الوطني، بينهم مرشح قبطي آخر علي نفس مقعد بخيت. وقد أثار الحديث عن عزم الحزب الوطني ترشيح بخيت عن المقعد تراجع خالد الزعفراني - مرشح التيار الإسلامي - عن الترشيح عن المقعد نفسه لتفادي حدوث أزمة بالدائرة في حال تنافس فيها مرشح قبطي مع آخر عن الجماعات الإسلامية يرفع شعار «اللهم انصر عبدك». علي جانب آخر أثار البيان الذي وزعه صفوت الشريف - الأمين العام للحزب الوطني - علي الصحف ينفي فيه إجبار الحزب الوطني لمرشحيه في المجمع الانتخابي علي دفع تبرع بلغ خمسة آلاف جنيه، أثار دهشة الكثيرين خاصة أن الحزب الوطني بالإسكندرية كان قد وضع شرط التبرع بخمسة آلاف جنيه عند سحب ورقة الترشيح للمجمع الانتخابي، وهو التبرع الذي سبق أن وصفه دكتور سعيد الدقاق - أمين الحزب بالإسكندرية - في تصريحات سابقه لنا أنه «تبرع طوعي غير إلزامي».