السينما المصرية سينما موضات وليست سينما تيارات !! هل هذا صحيح بالفعل؟؟ أتصور بناء علي متابعتي المتواضعة جدا سواء علي مستوي المشاهدة أو علي مستوي قراءة ما أنجزه أساتذتنا من راصدي ومحللي وناقدي السينما المصرية أن هذا صحيح إلي حد كبير..بل إنه يعتبر أحد أهم سمات - ولا نقول مميزات -هذه السينما! بل يمكن أن نذهب في تصورنا إلي أن غياب أو عدم وجود موضة يسير وراءها الجميع في الفترة من الثلث الأول للتسعينيات وحتي عام 97 (عام ظهور إسماعيلية رايح جاي) كان أحد الأسباب الرئيسية وراء أزمة الإنتاج السينمائي وأزمة السينما كلها..بدليل أنه بمجرد ظهور موضة الكوميديا التي تنوعت ما بين كوميديا الصعايدة وكوميديا المختلين ذهنيا(اللمبي وشاكلته) أصبحت تلك هي الإشارة التي كان ينتظرها صناع السينما وانطلق الجميع يسعون وراء تفصيل وتلبيس الموضة الجديدة لكل أفلامهم!ثم ظهرت موضة أفلام العشوائيات التي كانت ذروتها عام 2006، و2007، ثم موضة أفلام العنف والدم التي لوثتنا خلال الموسم الصيفي الماضي..بل يمكننا أن نتنبأ بأن الموضة القادمة سوف تكون موضة أفلام التحرش الجنسي والحجاب، حيث بدأت تطفو علي سطح الصفحات الفنية الآن أخبار عن تجهيز أكثر من فيلم يتناول قضية التحرش أو المشكلات التي تواجهها المرأة في المجتمع مثل (مشكلة الحجاب) - إذا كانت هناك مشكلة بالفعل يمكن أن نسميها مشكلة الحجاب-المهم أننا أمام موضة سينمائية جديدة سوف نري خطوطها العام المقبل.. وما نقوله هنا ليس اكتشافاً جديداً، بل هو مجرد خاطر خطر لي مع نهاية عام 2009 وكم الاستفتاءات الفنية التي انهالت علي رؤوسنا خلال الأسبوع الأخير سواء من خلال الصحافة المقروءة أو الميديا أو الإنترنت..فالكل يريد أن يحاول أو يدعي أنه يرصد الظواهر ويحلل النتائج ويخلص إلي النظريات أو القضايا! وكان أكثر ما لفت نظري هو أن الجميع لا يستخدم كلمة موضة أبدا سواء السائل أو المجيب! بل إن بعضهم يتعجب من الكلمة رغم أنها أكثر مصداقية وفنية وتحليلية من أغلب المصطلحات المستخدمة من قبل الجميع والأزمة أن بعض السائلين من الصحفيين والمعدين يستخدمون ألفاظاً ومصطلحات لا تمت بصلة للمادة التي يتحدثون عنها!فهم يتحدثون مثلاً عن الأفلام الواقعية فإذا قلنا لهم ماذا تقصدون بالأفلام الواقعية؟ تكتشف أنهم يستدلون بأفلام مثل دكان شحاتة أو إبراهيم الأبيض، أو الفرح، وهي أفلام لا علاقة لها بمصطلح الواقعية! لكنه الجهل غير المبرر بأبسط قواعد الثقافة السينمائية أي التعرف علي معني المصطلحات أو دلالاتها في علم الدراما أو السيناريو وهو ما يسمح لصناع الأفلام أن يستغلوا هذا الجهل لكي يروجوا عن أفكار وقيم وشعارات درامية وسينمائية ليست ذات صلة بتجاربهم! مما لا شك فيه أننا في حاجة ماسة إلي تدعيم الثقافة السينمائية والدرامية لدي كل من صناع الأفلام ومتلقيها حتي يتسني لنا استخدام المصطلحات بما يتناسب ودلالاتها وبالتالي تصبح لدينا فكرة واضحة عما نتحدث عنه أو نقوم برصده، فقديمًا قال أحد الفلاسفة: إنه إذا كان علينا إصلاح الحياة /السينما/ الثقافة فيجب علينا أن نضع الألفاظ في مواضعها..فقد علمتنا تجاربنا أن من لعب باللفظ لعب اللفظ به..وأن اللغة تنتقم ممن يسيء استعمالها، فتلقي به في متاهة الغموض بحيث لا يُعرَفُ له قصد أو سبيل.