«الوطني» يقرر عدم الإعلان عن أسماء مرشحيه في انتخابات الشوري إلا قبل غلق باب الترشيح بساعة واحدةعلمت «الدستور» أن الحزب الوطني «الحاكم» قرر عدم الإعلان عن أسماء مرشحيه في انتخابات مجلس الشوري القادمة إلا قبل ساعة واحدة من غلق أبواب الترشيح، في الوقت الذي وقع فيه كل مرشح من الحزب الوطني علي توكيلين لأمين الحزب في محافظته، التوكيل الأول يعطي لأمين الحزب التقدم بأوراق ترشيح العضو والتوكيل الثاني يحق فيه للأمين التنازل عن الترشح، وهو الأمر الذي اعتبره عدد من المتخصصين والسياسيين محاولة من قيادات الحزب لمنع الأعضاء الذين لم يرشحهم الحزب من خوض الانتخابات كمستقلين أمام مرشحي الحزب والتأثير في عدد الأصوات في دوائرهم، وكذلك عدم وجود ثقة بين الحزب وأعضائه. ضياء رشوان- الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية- يري أن إقدام الحزب الوطني علي هذه الخطوة هو رغبة من قيادات الحزب السيطرة عليه من الداخل ويعكس تخوف الحزب من نتائج المرشحين الرسميين للحزب، وأضاف رشوان: أن هذا الأمر يدل علي أن هذا الحزب لا يثق في أعضائه، والمشكلة أن هؤلاء ليسوا بأعضاء عاديين بل إنهم تقدموا بأوراق ترشيحهم للانتخابات بما يعني أنهم من قيادات الحزب في المحافظات، واعتبر رشوان أن عدم الإعلان عن أسماء المرشحين وأخذ توكيل منهم هو حرمان لحقوق أعضاء الوطني في الترشح وأنه تقليد لم يحدث في أي حزب ولا في أي دولة في الدنيا. من جانبه اعتبر عبدالغفار شكر- القيادي بحزب التجمع- أن هذه فكرة «جهنمية» لم يسبق وفعلها أحد من قبل ولم تخطر علي بال أحد أيضاً، مشيراً إلي أن الحزب الوطني يواجه ظاهرة في الانتخابات الثلاثة الأخيرة وهي أنه عندما يرفض ترشيح عضو له علي قوائمه يقوم هذا العضو بالترشح كمستقل لكن علي مبادئ الحزب الوطني، وهو ما أثر بشكل كبير في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة التي فاز فيها 35 % فقط من مرشحي الحزب الوطني وفاز المرشحون المستقلون الذين انضموا بعد ذلك إلي الحزب الوطني، وأضاف شكر أن الحزب اعتبر هذا التصرف إساءة له ويريد بهذه الفكرة أن يحكم سيطرته علي أعضائه، وأكد أن هذه الطريقة التي ابتدعها الحزب الوطني تعتبر نوعاً من القهر والخديعة والمقامرة لأن كل مرشح يريد أن يكون عضواً في المجلس ويراهن علي الحزب، وفي نفس الوقت لن يستطيع فعل أي شئ لأن أمين الحزب معه توكيلان منه أحدهما يفيد تنازله عن الترشح ، واعتبر شكر أن هذا الأمر لا علاقة له بالديمقراطية ولا بحرية الرأي التي يتشدق بها الحزب الموطني ولا ينم حتي عن احترام الحزب لأعضائه.