نوح: المناخ الذى صنعه مرسى وضعف قدراته ورغبته فى الاستحواذ صنعت مناخًا مناسبًا لنمو الجماعات الإرهابية «شعور الإخوان بالهزيمة هو السبب فى العمليات الإرهابية»، هكذا اتفق عدد من السياسيين والمنشقين عن جماعة الإخوان المسلمين، فى تحليلهم لمحاولة اغتيال وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم صباح أمس الخميس، مؤكدين أن حصار القوات المسلحة الجماعات الإرهابية فى سيناء وقتل عدد كبير من تلك العناصر الإجرامية، وإلقاء القبض على عديد من الإرهابيين، إضافة إلى فض اعتصامى رابعة النهضة، إضافة إلى القبض على قيادات جماعة الإخوان، كل ذلك أسباب رئيسية فى حدوث تلك العمليات الإرهابية، واستمرار محاولات استهداف بعض الشخصيات، موضحين أن تلك العمليات كانت متوقعة، وتم التنبيه إليها بشكل متكرر والتحذير منها، مضيفين أن ضعف أداء مرسى خلال فترة توليه الحكم أدى إلى تهيئة المناخ لتمدد الجماعات الإرهابية وانتشارها واتساعها.
كمال الهلباوى المفكر الإسلامى والقيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين وعضو لجنة الخمسين، أوضح أن محاولة اغتيال بعض الإرهابيين لوزير الداخلية هى عمل «جبان وخسيس» على حد وصفه، منوهًا أن ذلك الحدث كان متوقعًا فى ظل ضغط القوات المسلحة على الإرهابيين فى سيناء ومحاصرة الجماعات المسلحة هناك، وكذلك فى ظل وجود التحالف من أجل الشرعية الذى ضم فى عضويته عددًا من الجماعات التى تؤمن بالعنف.
الهلباوى توقع سقوط مزيد من الدماء خلال الفترة المقبلة، واستهداف المنشآت والشخصيات والهيئات والمؤسسات الحكومية، نتيجة شعور الإخوان بالهزيمة بعد عزل مرسى وفض اعتصامى رابعة والنهضة ومحاصرة الجيش للجماعات الإرهابية المسلحة والقبض على عدد من قيادات الجماعة.
الهلباوى أضاف ل«الدستور الأصلي» أن الدولة يجب أن تتعامل بشكل صارم لضبط مرتكبى تلك العمليات وتقديمهم للمحاكمة، منوها أن التعامل الحازم من قبل الداخلية والقوات المسلحة لمحاصرة تلك التنظيمات الجهادية سيؤدى إلى تقليص دورها، ومن ثم القضاء على هؤلاء الإرهابيين فى الفترة القادمة.
مختار نوح المحامى والقيادى السابق بجماعة الإخوان المسلمين، أوضح أنه نبه مرارًا وتكرارًا فى كل لقاءاته وأحاديثه إلى أن تلك العمليات الإرهابية ستزيد، وأنها متوقعة خلال الفترة القادمة، وأنه ذكر أكثر من مرة أنه قد تحدث عمليات تفجير عن بعد أو إطلاق صواريخ على بعض المناطق.
نوح أشار إلى أن العامين الماضيين كانا بمثابة فرصة مواتية للتنظيمات الإرهابية، لكى تتمدد وتزيد عملياتها، ويكون لديها فرصة للاتساع والانتشار والترابط فى ما بينها، قائلا «مخطئ من يعتقد أن مصر الآن فى مرحلة الأمان، لكن مصر الآن فى مرحلة بداية الأمان، وتلك العمليات متوقعة منذ فترة طويلة، لا سيما بعد أن أنقذ الجيش مصر من معارك عديدة». وأوضح نوح أن مصر الآن فى مرحلة الصعود والخروج من تلك الأزمات وسيكلفها هذا الغالى والنفيس والآلاف من الأرواح حتى تصل إلى مرحلة الاستقرار والأمان الكامل، لافتا إلى أن مرسى ليس سببًا فى ذلك، لكن المناخ الذى صنعه وضعف قدراته ورغبته فى الاستحواذ جعلت المناخ مهيأ لتلك العمليات والأحداث الإرهابية لكى تتم وتقع.