20 يوما بالتمام والكمال منذ فض اعتصام الإخوان في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر، بينما أصيبت توقفت حركة القطارات بشكل وتوقف تام، حيث منعت الأجهزة الأمنية دخول أو خروج أى قطار من وإلى محطة مصر بميدان رمسيس بالقاهرة وهذه هى أطول فترة توقف فى تاريخ هيئة السكك الحديدية منذ ظهور أول خط حديدى فى مصر عام 1852. بداية الأزمة فى 14 أغسطس الماضى وعقب فض الاعتصام مباشرة، أعلن الرئيس المؤقت عدلى منصور فرض حالة الطوارئ لمدة شهر، فقامت القوات المسلحة ووزارة الداخلية بإعادة انتشار قواتها مرة أخرى بالأماكن الحيوية بالمحافظات وفرضت حظر التجوال بعد السابعة مساء، بينما تم وقف حركة القطارات من وإلى القاهرة وتعطيلها جزئيا بين عدد من المحافظات، فضلا عن تعطيل حركة المترو جزئيا عن طريق إلزامه بالتوقف فى أثناء ساعات الحظر من السابعة مساء (قبل أن تصبح التاسعة مساء ثم الحادية عشرة مساء) وحتى السادسة من صباح اليوم التالى، وإلغاء العمل ببعض المحطات الحيوية وعدم التوقف فيها مثل محطتى «أنور السادات والجيزة».
إجمالى الخسائر إجمالى الخسائر التى تكبدتها الدولة المصرية جراء تطبيق الحظر وتحديدا فى قطاع النقل والمواصلات بلغت ما يقرب من 100 مليون جنيه. حيث وصلت الخسائر التى تكبدتها هيئة النقل العام إلى 7 ملايين جنيه، وقُدّرت هيئة السكة الحديد خسائرها بنحو 80 مليون جنيه، ناتجة عن توقف حركة القطارات وعمليات التخريب والسرقة ببعض القطارات والمحطات، بينما بلغت خسائر مترو الأنفاق وهو ما يقرب من 13 مليون جنيه منذ فرض حظر التجوال.
من جانبه يقول حسين زكريا الفضالى رئيس هيئة السكك الحديدية، إن حظر التجوال الذى بدأ يوم 14 أغسطس الجارى والذى تسبب فى توقف حركة القطارات منذ فض اعتصامى رابعة العدوية والنهضة، تسبب فى العديد من الخسائر للهيئة؛ والتى تمثلت فى الخسارة الاقتصادية والتى بلغت نحو 80 مليون جنيه ناتجة عن توقف حركة القطارات، لافتا النظر إلى أن هذا التوقف أدى إلى قطع الاتصال بين القاهرة ومحافظات الوجه القبلى والبحرى نتيجة إلغاء الرحلات القادمة منهم.
بينما يضيف عبد الله فوزى، رئيس شركة المترو، أن الخسائر التى تكبدتها الهيئة فى العناصر البشرية كانت أكثر من الخسائر المادية، حيث فقدت اثنين من العاملين بالمترو، مؤكدا أن الخسائر المادية التى تحملها المترو خلال الفترة الماضية نتجت عن تقليل ساعات العمل اليومية وهو ما أدى إلى فقدان 60% من الإيراد اليومى للمترو، الذى كان يبلغ يوميا 600 ألف جنيه، أى نحو 13 مليون جنيه منذ فرض حظر التجوال.
كما قال اللواء هشام عطية نائب رئيس هيئة النقل العام، إن حظر التجوال قد أثر على عمل الهيئة، حيث اضطرت إلى تقليل عدد الورديات إلى ورديتين فقط، وهما وردية من الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة والنصف ظهرا والثانية من الثانية عشرة والنصف ظهرا إلى السابعة مساء وقت بداية الحظر، كما أن الخسائر التى تكبدتها الهيئة خلال أيام حظر التجوال الذى بدأ يوم 14 من الشهر الجارى حتى الآن تقدر ب7 ملايين جنيه، وعن حجم التلفيات الناتجة عن الاعتصامات والاحتجاجات، أكد أنه تم تكسير زجاج 40 أوتوبيسا، بالإضافة إلى إحراق مينى باص بالكامل يقدر ب300 ألف جنيه، مؤكدا أن الهيئة ستتحمل إصلاح جميع التلفيات.
معاناة المواطنين «الدستور الأصلي» رصدد آراء عدد من المواطنين والموظفين العاملين بقطاع النقل والمتضررين من طول فترة الحظر، حيث قال أحمد بيومى «موظف عام» إنه بعد توقف حركة القطارات منذ أعمال العنف التى قام بها أنصار جماعة الإخوان المسلمين بعد فض اعتصام رابعة والنهضة، أصبح مضطرا لاستقلال سيارات الأجرة للذهاب لأعماله فى مدينة بنها بصورة يومية، ومضطرا أيضا للخروج من منزله مبكرا، نظرا للزحام الشديد؛ لكى يتمكن من الحصول على وسيلة مواصلات، وهو ما يجعله يصل إلى عمله فى بعض الأوقات متأخرا وهو ما يؤثر عليه نفسيا، ويتم تطبيق بعض الجزاءات عليه.
كما أوضح إبراهيم خليل «مدرس لغة عربية» أنهم يعانون من وجود صعوبة شديدة فى استقلال المواصلات للذهاب إلى مدينة بنى سويف، بسبب توقف حركة القطارات والزحام الشديد على السيارات وعدم إمكانية العثور بسهولة على سيارات الأجرة، بالإضافة إلى استغلال عدد من سائقى سيارات الأجرة للمواطنين جراء توقف القطارات ورفع قيمة الأجرة أضعافا مضاعفة.
لماذا تم التعطيل ؟ مصطفى مهران، مدير محطة مصر برمسيس، قال إن الهيئة لجأت إلى وقف حركة القطارات، خوفا من القيام بأعمال عنف وتخريب للقطارات ومحطات السكة الحديد وحتى لا تتكبد الهيئة خسائر فادحة، لذلك تم إيقاف حركة القطارات إلى أن يتم الانتهاء من أعمال العنف والشغب التى يشهدها الشارع المصرى من قبل بعض أنصار الرئيس المعزول، لافتا النظر إلى أن قلة العمل فى السكة الحديد لا يضر بالعاملين بالمحطة فى شىء، فرواتبهم سارية كما هى، بل إنهم يرون أن هذه الإجراءات أكثر أمانا فى الوقت الحالى.
خسائر العاملين بينما أدى حظر التجوال بالعاملين بهيئة النقل العام ومترو الأنفاق والسكة الحديد، إلى إلغاء بدلات الراحة التى كانت تصرف للعاملين لمساعدتهم فى المعيشة وتوقفت مع توقف حركة القطارات، فضلا عن مقتل اثنين من العاملين بالمترو فى محطتى الجيزة والشهداء فى أثناء تأدية عملهما، بينما أصبح هناك متاعب كثيرة فى وصول العمال إلى عملهم، وخصوصا أن معظم العاملين من أهالى الأقاليم من الشرقية والمنوفية والقليوبية وأطراف الجيزة؛ ويحتاجون إلى الخروج فى وقت باكر فى أثناء ساعات الحظر. وقال محمد عبد الستار، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بهيئة السكك الحديدية أن هناك خسائر كبيرة بالنسبة للعاملين بهيئة السكة الحديدية والمتمثلة فى السفريات ووقف البدلات التى كان يصرفها العمال بديلة للسفر، مشيرا إلى أن هناك خسائر يومية تصيب الهيئة التى تصل من 4 إلى 5 ملايين يوميا، وأنه رغم كل هذه الخسائر التى تصيب العمال فإن هناك مكاسب كثيرة سنحققها فى الفترة القادمة، مشيرا إلى أن العمال سيتحملون هذه المصاعب من أجل تحقيق حريتهم.
فى حين أشار رفعت عرفات، رئيس النقابة المستقلة للعاملين بمترو الأنفاق، إلى أن الخسارة المادية شىء هين، ولكن الخسارة البشرية مثلما حدث فى محطتى الجيزة والشهداء هى الخسارة الكبرى، مؤكدا أن هناك معوقات للعاملين تمنعهم من صولهم إلى العمل ومغادرتهم، وخصوصا أن معظم العاملين من ساكنى الأقاليم.
كذلك أوضح على فتوح عضو النقابة المستقلة للعاملين بهيئة النقل العام، أن هناك خسائر فادحة من أهمها الإيراد اليومى حيث انخفض بجانب رفع الساعات الإضافية التى كان من المفترض أن يتم صرفها للعاملين، مشيرا إلى توقف أكثر من 50% من أسطول هيئة النقل العام داخل الجراجات بسبب عدم إمكانية حضور أكثر من 50% من العاملين للعمل وهو ما يضر الهيئة.
مأزق وزارة النقل وفى رده على سؤال «الدستور الأصلي» حول من يتحمل فاتورة خسائر السكة الحديد ومترو الأنفاق والنقل العام؟ أجاب الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل قائلا «المسؤولية مشتركة بين الوزارة والجهات الأمنية ممثلة فى وزارة الداخلية». واعترف الدميرى بأن وزارة النقل تتحمل الخسائر المادية كاملة، لافتا إلى أن الوزارة بحسها الوطنى ومن واقع مسؤوليتها الوطنية والقومية تتحمل الخسائر المادية، لكنها لا تقدّر على تحمل الخسائر البشرية من أرواح المواطنين، لذلك فضلنا توقف القطارات عن التشغيل حتى نضمن سلامة أرواح الركاب من أى أعمال عنف قد تحدث بالقطارات أو المحطات.
انتظام حركة القطارات خلال أيام
وعن قرب عودة حركة القطارات، اجتمع المهندس حسين زكريا الفضالى رئيس هيئة السكك الحديدية مؤخرا مع ممثلين للجيش والشرطة بمقر رئاسة الهيئة بمحطة مصر، لمناقشة تشغيل حركة القطارات المتوقفة منذ فض اعتصامى رابعة النهضة، وبحث التدابير الأمنية التى سيتم اتخاذها فى أثناء إعادة تشغيل الحركة بما يحافظ على حياة الركاب، ويراعى الالتزام بمواعيد حظر التجوال، والتى من المقرر أن تعود خلال الأيام القليلة الماضية.
وعلم «الدستور الأصلي» إنه فى حالة الاتفاق على إعادة تشغيل حركة القطارات، سيتم وضع جدول للتشغيل يراعى فيه مواعيد الحظر، بحيث لا يوجد رحلات تذهب إلى القاهرة وغيرها من المحافظات المفروض بها الحظر أو تقوم منها قطارات فى أثناء فترة حظر التجوال، لكنه وحتى الآن لم توافق الجهات الأمنية على تشغيل حركة القطارات.