أري أصابع الوزير «فاروق حسني» وراء قرار سحب فيلم «المسافر»، وهو بكل المعايير خطأ ارتكبته الوزارة في حق المهرجان القومي ثم بدأ معاونوه في ارتكاب خطيئة أشد ضراوة وهي تلك المبررات التي ساقوها مبررين قرار الانسحاب مثل أن الدولة لم ترض أن يشارك فيلم من إنتاجها في مسابقة تحت رعايتها.. هل فجأة اكتشفت الدولة ورئيس المهرجان الناقد «علي أبو شادي» أن هذا الفيلم من إنتاج وزارة الثقافة واسم «أبو شادي» علي التترات باعتباره منتجاً فنياً متصدراً الفيلم ثم هل ينسي رئيس المهرجان أن اسمه كان يتصدر كل الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية التي ينتجها المركز القومي للسينما وأن هذا لم يمنعه من الاشتراك في المهرجان القومي خلال 16 دورة وبعد أن غادر «علي» موقعه لا تزال أفلام المركز القومي للسينما تشارك في المهرجان رغم أنها إنتاج وزارة الثقافة.. لماذا لم تشعر الدولة ولا مرة بأي حرج علي مدي كل دورات المهرجان ثم إن الدولة أيضاً لها في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فيلم «عصافير النيل» ساهمت في دعمه ب 2 مليون جنيه فلماذا لم تشعر بأي حرج.. هذا القرار الذي نفذه «أبو شادي» لا يمكن سوي أن تشعر بأن إرادة الوزير تفرض نفسها ولم يملك رئيس المهرجان سوي أن ينفذ قرارات رئيسه لأنه من المعروف أن انطباعات لجان التحكيم المبدئية يتم تسريبها، خاصة لو أن من مصلحة الدولة أن تعرف ملامح توجه اللجنة وأظنها لم تكن في صالح الفيلم.. الدولة بالطبع تشعر بمسئولية أدبية بسبب «المسافر» فهي المنتجة والتكاليف وصلت إلي 20 مليون جنيه.. لم يحقق الفيلم الطموح الذي ارتبط به، ولهذا قررت أن تسحبه حتي لا تصبح هي أحد الأسلحة التي توجه ضد الفيلم عندما يتم السؤال كيف أنفقت الدولة علي فيلم هذا المبلغ الضخم ومهرجانها الرسمي لا يري في تفاصيله ما يستحق الحصول علي أي جائزة.. خطيئة الدولة أنها لم تدرك خطورة أن تسحب الفيلم قبل إعلان النتائج بعد 48 ساعة فهي تطيح بالمهرجان ومصداقيته لأن الشروط الموضوعية التي وضعتها الدولة تنطبق عليه فهو مصري الإنتاج وأنتج قبل 31 ديسمبر الماضي.. أغلب الظن أن الدولة تأكدت أن الفيلم لن يحصل علي أي جائزة.. ماذا لو قرر 10 منتجين صباح اليوم، وقبل إعلان النتائج وبعد أن اكتشفوا أن أفلامهم لم تحصل علي جوائز سحب أفلامهم من المهرجان مثلما فعلتها الدولة فهل يستطيع أحد أن يلومهم.. الدولة أخطأت عندما استجاب رئيس المهرجان لقرار الوزير والخطيئة الأكبر أنه يرسخ قاعدة وهي الانسحاب في اللحظات الحرجة.. صار المهرجان عجوزاً فقرر الوزير أن يطلق عليه رصاصة الرحمة بلا رحمة!!