أكد وزير الخارجية اللبناني علي الشامي أمس أن الاتهامات الإسرائيلية لحزب الله بحيازة صواريخ سكود تهدف إلي إلحاق الضرر بالموسم السياحي في لبنان وزيادة التوتر العسكري في المنطقة. وقال الشامي خلال لقاء مع عدد من السفراء المعتمدين في بيروت، بينهم سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي: إن «تهديدات إسرائيل تزيد التوتر العسكري في المنطقة وتلحق ضررا بالاستثمار والموسم السياحي في لبنان». وأضاف، في رسالة غير رسمية سلمها إلي السفراء، أن هذه التهديدات «تهدد السلم والأمن الإقليمي والعالمي»، مضيفا: «نحن في حالة حرب مع إسرائيل والهدنة تعبير عن وقف إطلاق نار». وحقق لبنان في 2009 رقما قياسيا في عدد السياح بلغ مليوني سائح، في قفزة هائلة بعد الانتكاسة التي شهدها هذا القطاع الحيوي للاقتصاد اللبناني صيف 2006 جراء الحرب الإسرائيلية علي حزب الله في حينه. ويتوقع المسئولون اللبنانيون في 2010 موسما سياحيا أفضل من سابقه علي الرغم من ارتفاع حدة التوتر في المنطقة. من ناحية ثانية، قال مدير مركز كارنيجي للسلام في الشرق الأوسط بول سالم إن قضية صواريخ سكود ظهرت للعلن بين عشية وضحاها دون إثباتات علي وجودها، وإنما يأتي في إطار عمل إسرائيل علي تحضير ملف ضد لبنان في حال أرادت شن حرب لاحقا. ويري محللون أن التحذيرات الإسرائيلية والأمريكية المتكررة حول تعزيز حزب الله لترسانة أسلحته مرتبطة أساسا بالتوتر القائم في الشرق الأوسط وتعثر عملية السلام، بالإضافة إلي الملف النووي الإيراني، وقد تكون جزءا من سيناريو حرب مستقبلية في المنطقة. وأشار سالم إلي أن الحرب قد تأتي نتيجة الفشل في العودة إلي طاولة المفاوضات علي المسارين الفلسطيني والسوري، وانسداد طرق الحل أمام الملف النووي الإيراني، مما يعني اللجوء إلي ضرب حلفائها وأكبرهم حزب الله، في حال فشلت العقوبات والمفاوضات في احتواء طهران مع بداية 2011. وفي هذا السياق، تسعي إسرائيل مع واشنطن إلي ممارسة ضغوط علي دمشق، لتبتعد سوريا عن طريق إيران وأن تخفف من دعمها لحزب الله. في سياق متصل، قال فرانك ميرمييه - من المركز الوطني الفرنسي للأبحاث العلمية والرئيس السابق للمعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأوسط في بيروت - إن إسرائيل تستغل مسألة الصواريخ لتحويل الأنظار عن ملف التفاوض مع الفلسطينيين بالتزامن مع تعزيز سياستها الاستيطانية، مضيفا أن المزاعم بوجود تلك الصواريخ يؤخر مفاوضات السلام إلي أجل غير مسمي في ضوء الضغط الأمريكي الحالي. وتابع ميرمييه: «بهذه الطريقة، تمضي إسرائيل في بناء المستوطنات وفي سياستها التوسعية، مع مواصلة الضغط علي سوريا ولبنان، وتقديم نفسها في ذات الوقت علي أنها هي الضحية». وفي قطر، قال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني إن اتهام إسرائيل لسوريا بتسليمها حزب الله اللبناني صواريخ سكود «لا دليل واضحا عليه»، متهما الدولة العبرية ب «الكذب وخلق الذرائع». وأوضح الشيخ حمد عقب محادثات أجراها مع نظيره اللبناني سعد الحريري في مستهل زيارة يقوم بها للبنان أن «الاتهامات التي صدرت عن إسرائيل ليس لها مبرر، لأنه لا يوجد دليل واضح علي هذه الاتهامات بخصوص ما يسمي بصواريخ سكود أو غيرها. وأعتقد أن علي إسرائيل أن تعلم أن العالم لا يستطيع أن يستوعب طريقة كذبها في خلق الذرائع لعمل شيء معين أو لأهداف صرنا نعرفها في لبنان وفي غير لبنان».