تعليقًا علي التصريحات الأخيرة التي أدلي بها نواب «الرصاص» في البرلمان مطالبين الحكومة المصرية بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين، وكذلك تحذير وزارة الداخلية من أن القوات الأمنية مصرح لها بإطلاق النار في حالة الاعتداء عليها من قبل المتظاهرين، وصفت صحيفة «وورلد تريبيون» الأمريكية هذه التحذيرات بأنها ليست سوي استعداد من جانب النظام المصري لمواجهة البرادعي، وهو ما نشرته في تقرير لها أمس الأول تحت عنوان «مبارك يستعد لتحدي البرادعي بالسماح بضرب النار الحي علي المتظاهرين». وقالت الصحيفة الأمريكية في تقريرها إن تحذيرات وزارة الداخلية المصرية بأن قوات الأمن ستطلق النار علي المتظاهرين في حالة اعتدائهم علي الأمن أثناء مظاهراتهم ضد نظام مبارك تعود إلي أن المظاهرات التي تشهدها مصر في الفترة الحالية تؤيد الدكتور محمد البرداعي - المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية ومؤسس الجمعية الوطنية للتغيير- الذي يعد حاليًا المنافس الأقوي والمحتمل للرئيس مبارك في الانتخابات الرئاسية المقبلة في سبتمبر 2011. وأوضحت «وورلد تريبيون» الأمريكية أن المصريين يأخذون التهديدات الأمنية الحالية علي محمل الجد بسبب الظروف السياسية المتوترة في البلاد حاليا، مشيرة إلي اعتراض نواب جماعة الإخوان المسلمين علي هذه التهديدات في البرلمان، حيث هاجم نواب الجماعة التصريحات التي قالها اللواء حامد راشد بأن القانون يبيح للقوات الأمنية تفريق المظاهرات «غير الشرعية» بالقوة حتي وإن وصل الأمر إلي استخدام الرصاص الحي، مشيرة إلي أن وزارة الداخلية استندت في هذه التهديدات إلي قوانين وُضعت منذ عهد الاستعمار البريطاني. ومن جهة أخري قالت «شبكة العلاقات الدولية والأمن» السويسرية في تقرير لها أمس إن البرادعي أصبح يشكل تهديدًا كبيرًا للرئيس مبارك بالرغم من أنه أعلن أنه لن يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية المقبلة إلا في حالة حدوث تغيير دستوري مناسب يسهل فرصة أي مواطن مصري في الترشح للانتخابات الرئاسية، مشيرا إلي أن البرادعي قد يقاطع الانتخابات الرئاسية المقبلة في حالة إصرار نظام الحكم الحالي علي تجاهل مطالب التغيير الدستوري التي يطالب بها منذ عودته إلي مصر في فبراير الماضي. وأضاف التقرير السويسري - الذي نشر علي موقع الشبكة علي الإنترنت - أن البرادعي منذ عودته إلي مصر حقق عددًا من النجاحات أهمها حشد المثقفين والأكاديميين والناشطين من حوله في إطار الجمعية الوطنية للتغيير، ودعم الإعلام له بشكل غير مسبوق علي عكس الغيبوبة السياسية التي سقطت فيها مصر منذ انتخابات 2005، مؤكدا أن أهم النجاحات التي حققها البرادعي منذ عودته إلي مصر حفاظه علي استقلاله عن التيارات السياسية المختلفة، وهو ما جعله قادرًا علي طرح نفسه بقوة كبديل للحزب الوطني الحاكم وكذلك جماعة الإخوان المسلمين. وتحدثت الشبكة السويسرية عن بعض المصاعب التي تواجه البرادعي حاليا، موضحة أن البرادعي استطاع أن يجمع من حوله الكثيرين من أعلام الفكر والسياسة والثقافة في مصر، إلا أنه في الوقت نفسه يواجه حملة حكومية شرسة، إلي جانب أن بعض الأحزاب الضعيفة كونت تكتلا وتحالفا هدفه معاداة البرادعي، وهو ما قد يفسد محاولات توحيد جبهات المعارضة التي يبذلها البرادعي حاليا والتي حاول مؤخرا أن يضم إليها جماعة الإخوان المسلمين. وأشارت الشبكة إلي أن جماعة الإخوان المسلمين تدرك حاليا قوة البرادعي، كما أنها تدرك أن الظروف السياسية الحالية تهدد قوتها البرلمانية، وهو ما جعل بعض ممثلي الجماعة يحضرون اجتماعا للدكتور البرادعي بقصد تقديم الدعم، وهو ما أعقبه إعلان الجماعة أن الإخوان المسلمين لن يدعموا أي مرشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، في إشارة إلي أن انضمام جماعة الإخوان للجمعية الوطنية للتغيير كانت ستشكل قوة كبيرة في مواجهة النظام الحالي.