تؤكد الجمعية الوطنية للتغيير رفضها القاطع لمحاولة الإلتفاف على الإرادة الشعبية الواضحة التي عبرت عنها جماهير الشعب التي خرجت بالملايين في 30 يونيو 2013 مطالبة بإسقاط الدستور الإخواني الطائفي وصياغة دستور جديد يليق بمصر وثورة 25 يناير المجيدة.
وتسجل الجمعية صدمتها العميقة إزاء تعمد رئيس الجمهورية المؤقت تجاهل الإرادة الشعبية ومحاولة إسترضاء تيارات اليمين المتطرف التي حاربت الثورة منذ بدايتها واختارت العنف والإرهاب طريقا ثم اعلنت سحب تأييدها لخريطة الطريق التي تم التوافق عليها..
وتحذر الجمعية الوطنية للتغيير من تكرار سيناريو سرقة الموجة الاولى من ثورة الشعب في 25 يناير 2011 عندما تواطأ المجلس العسكري السابق مع جماعة الإخوان ، بمباركة امريكية مكشوفة، لدفعنا في طريق مسدود وشائك ومرتبك لتبريد الثورة وإختطاف الإرادة الشعبية وهو ما نتج عنه في نهاية المطاف إعادة انتاج نظام مبارك القمعي الاستبدادي في نسخة أبشع واكثر تخلفا لأنها حاولت إضفاء غطاء ديني على حكم عصابة ارهابية سعت لإختطاف الوطن بعد سرقة ثورته..
كما تسجل الجمعية الوطنية للتغيير صدمتها العميقة لتعمد الرئيس المؤقت الإستعانة بخدمات أشخاص من المحسوبين على نظام مبارك أو ممن ساهموا في كل الجرائم التي ارتكبها نظام الإخوان في حق الوطن ، وتعرب الجمعية كذلك عن إنزاعجها الشديد إزاء السماح بعودة شخصيات عسكرية وقانونية الى المشهد السياسي رغم دورهم الكارثي في كل الجرائم القانونية والتشريعية التي ارتكبها نظام الإخوان وأجهض بها الموجة الاولى من الثورة..وتؤكد الجمعية الوطنية للتغيير أن الشعب المصري ، الذي قدم مئات الشهداء وآلاف الضحايا وعبر عن إرادة لا لبس فيها وعزم لا يلين على إقامة دولة ديمقراطية مدنية حديثة، لن يسمح بسرقة ثورته مرة اخرى ، ولن يرضى بقيام احزاب على اساس ديني ، وهو ما سمح به المجلس العسكري السابق في سابقة خطيرة اهانت التاريخ الدستوري والحضارة المصرية العظيمة..
وإذ تسجل الجمعية الوطنية للتغيير استغرابها ورفضها واستنكارها لمحاولة جهات خارجية معلومة للكافة بالتعاون مع قوى داخلية تنتمي للدولة العميقة والبيروقراطية المتخلفة او التيار المحافظ الكامن في مؤسسات الدولة ، قتل وخنق الثورة الشعبية الاعظم في تاريخ البشرية وحرمانها من تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة الإنسانية والعدالة الإجتماعية والإستقلال الوطني ، فإنها تؤكد للجميع ، وقد أعذر من انذر، أن ثورتنا العظيمة التي أبهرت العالم في موجتيها الاولى والثانية ، مستمرة وان الجماهير لن تسكت ولن تهدأ ولن تغادر الشوارع والميادين إلا بعد إنجاز استحقاقات الثورة كاملة..
وتنبه الجمعية الوطنية للتغيير رئيس الجمهورية المؤقت الى أن الثوار هم الذين وضعوه في منصبه ولا يحق له التصرف بما يخالف إرادتهم ، كما تشكر الجمعية الوطنية للتغيير قواتنا المسلحة الباسلة التي إنحازت لتاريخها الوطني الناصع وتعهدت بتحقيق ارادة الشعب ، وتؤكد لها أن الشعب يريد ثورة كاملة غير منقوصة ولن يرضى بحلول وسط تعيد اخطاء وخطايا المجلس العسكري السابق .
فالثورة تغيير جذري يقطع الصلة بالماضي ولا يعيد انتاجه ، وانصاف الثورات مقابر للشعوب ، وشعب مصر لن يرضى بديلا عن تحقيق اهداف ثورته العظيمة كاملة وعلى الفور.. وإنها لثورة مستمرة حتى النصر أو الشهادة