قبل 35 عاماً تلقي الأستاذ الكاتب الكبير «لويس جريس» اتصالاً هاتفياً من زوجته الفنانة القديرة شاعرة فن التمثيل «سناء جميل» قالت له «لويس» إحنا ما نصلحش لبعض.. إزاي يا «سناء»؟! أجابته قائلة أنا أشهرت إسلامي..سألها الأستاذ «لويس» كيف حدث ذلك يا «سناء»؟ فقالت وأنا أصور فيلم «الرسالة» إخراج «مصطفي العقاد» قلت أمام الكاميرا «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» حيث كانت تؤدي دور «سمية بنت خياط» أول شهيدة في الإسلام.. كان الفنان الكبير «حمدي غيث» يشاركها البطولة قد نبهها موضحاً طالما أعلنت ذلك أمام الكاميرا وفي الاستديو فقد صرت مسلمة ولا يجوز أن تستمري في الزواج من «لويس».. استمع الأستاذ «لويس» للقصة وطالبها أن تهدأ وبعد يومين اتصل بها في ليبيا، حيث كانت تصور الفيلم قائلاً سناء ولا يهمك أنا كمان أشهرت إسلامي، وحكي لها أنه كان في سهرة مع الكاتبين الكبيرين «مصطفي محمود» و«أحمد هاشم الشريف» ونطق الشهادتين فداعبه «مصطفي محمود» قائلاً اطلع من دول يا خلبوص تلاقيك عايز تتجوز بنت صغيرة حلوة، وبعد ذلك تأكد الأستاذ «لويس» ومدام «سناء» أن نطق الشهادتين في التمثيل لا يعني إشهار الإسلام.. ولم يكن هذا الجيل يعرف التعصب، ومن اقترب من الأستاذ «لويس» يكتشف أنه لم يتعامل أبداً مع أي إنسان طبقاً للديانة، فأفضاله علي الكثير من الصحفيين متمثلاً، كما قال الحديث الشريف «خير الناس أنفعهم للناس».. وهكذا مثلاً في «روز اليوسف» قبل 23 عاماً لم نستطع الاستمرار في الكتابة علي صفحات مجلة «روز اليوسف» لأسباب ليس الآن مجال ذكرها، كنا ثلاثة، الكاتبان الكبيران «عادل حمودة» و«كرم جبر» وكاتب هذه السطور فما كان من «لويس جريس» والذي كان يشغل موقع رئيس تحرير مجلة «صباح الخير» في عز مجدها سوي أن فتح لنا صفحات المجلة نكتب ما نشاء، رغم أنه سوف يغضب وقتها رئيس التحرير ورئيس مجلس إدارة «روز اليوسف».. عشرات من المواقف لا أنساها وتتجدد حكايات أخري من أفضال الأستاذ كلما التقيت مع زملاء سواء يعملون في الصحافة أو الفضائيات داخل وخارج مصر، اكتشفت أن الأستاذ هو الذي منحهم الفرصة ووقف إلي جانبهم.. كثيرة هي الحكايات التي يرويها لي بين الحين والآخر عندما نتواصل تليفونياً وأستأذنه بالطبع في نشرها قال لي كل ما أقوله لك مطلق الحرية في أن تكتبه وقتما تشاء.. ولدي الكثير سوف أرويه لكم بين الحين والآخر لنري كيف كانت تعيش مصر في حالة سلام نفسي خارجي وداخلي.. وهذا السلام والرضا والمحبة للجميع هو ما ألمحه دائماً يطل من نبرات صوت الأستاذ!!