الباحث السياسى بمركز الأهرام عمرو هاشم ربيع أكد أن تصريحات السفيرة الأمريكية حول الدفاع عن حكم محمد مرسى باعتباره رئيسًا منتخبًا يدل على أنها ليست على دراية بالواقع المصرى، خصوصا أن نظام مرسى فقد شرعيته بسبب كثير من القضايا أهمها فشله فى إدارة الدولة. ربيع أضاف فى تصريحات ل«الدستور الأصلي» أنه على السفيرة الأمريكية أن تعى أن مصر تعيش فى مرحلة انتقالية وأن ما يطلبه الملايين من الشعب المصرى الذين وقَّعوا على استمارة «تمرُّد» هو سحب الثقة من الرئيس والمطالبة بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة وهو مطلب شرعى خلال أى مرحلة انتقالية، مضيفًا أن مرسى من أفقد نفسه الشرعية بسياسته، وأن الشعب المصرى له الحق فى سحب الثقة منه واختيار بديل له بطريقة شرعية.
الباحث بمركز الأهرام أوضح أن السفيرة الأمريكية تدافع عن نظام الإخوان، وهو أمر واضح جدا فى تصريحاتها خلال الفترة الأخيرة.
بينما أكد الخبير العسكرى اللواء حمدى بخيت أن تصريحات السفيرة الأمريكية حول عدم نية القوات المسلحة التدخل فى الشأن السياسى ليس اختراعًا منها ولكنها تصريحات معلنة من قيادات الجيش، مضيفًا أن الجيش فى نفس الوقت يقف بجانب الشعب فى ما يقرر ويختار.
بخيت أضاف فى تصريحات ل«الدستور الأصلي» أن الولاياتالمتحدة من خلال سفيرتهم فى القاهرة تساعد على استمرار حكم الإخوان للسيطرة على مصالحهم، مؤكدا أن الأمريكان لن يقفوا ضد الإرادة الشعبية فى حال نجاحها فى الإطاحة بالنظام، وهو ما حدث مع مبارك وسيحدث مع مرسى، لافتًا إلى أن الولاياتالمتحدة سوف تقول لمرسى ارحل إذا قرر الشعب المصرى ذلك، وأن تصريحات السفيرة فى الوقت الحالى ستتغير بالتأكيد بعد نجاح 30 يونيو.الخبير العسكرى أكد أن الواقع هو الذى يحكم سياسات الولاياتالمتحدة وأن الإرادة الشعبية لن يقف أمامها أحد، مضيفًا أن الولاياتالمتحدة ستقف مع الإدارة الشعبية ولن تعاديها، وفى حال الوقوف ضدها ستخسر كل شىء، وهو ما لا تسعى إليه أمريكا فى التعامل مع جميع الدول.
كما استنكرت الجمعية الوطنية للتغيير تصريحات السفيرة الأمريكية آن باترسون الخاصة بموقف الجيش المصرى من مظاهرات 30 يونيو وعودة الجيش للحياة السياسية، وقال المتحدث الرسمى باسم الجمعية الوطنية للتغيير أحمد طه النقر فى تصريحات صحفية إن تصريحات السفيرة الأمريكية تدخُّل سافر ومرفوض فى الشؤون الداخلية المصرية، وهذه ليست المرة الأولى التى تقول فيها السفيرة الأمريكية مثل هذه التصريحات، فقد صرحت من قبل بأنها ترفض عودة الجيش للحياة السياسية وكأنها تنقل لنا موقف الإدارة الأمريكية، وهذه مخالفة فجة لكل الأعراف الدبلوماسية.
ووصف النقر تصريحات السفيرة الأمريكية بأنها سلوك وقح وتجاوز مرفوض، يستلزم استدعاءها وتوبيخها وإنذارها بأنها ستعتبر شخصا غير مرغوب فيه ويتم طردها من البلاد حال تكرارها مثل هذه المواقف التى تمثل خطورة بالغة على العلاقات بين البلدين، لأن مصر ليست مستعمرة أمريكية أو واحدة من جمهوريات الموز -على حد تعبيره.
جورج إسحاق القيادى بجبهة الإنقاذ، قال ل«الدستور الأصلي» إن السفيرة الأمريكية يجب أن تمتنع فورًا عن التدخل فى الشأن الداخلى المصرى، هذه الشيطانة الشريرة يجب أن يقول المصريون لها «اخرسى مش اسكتى بس»، فلا علاقة لها بالجيش ولا بأى شىء آخر يخص مصر، مهمتها هى البحث فى ما يخص رعاياها الأمريكان فى مصر وليس التدخل فى الشؤون المصرية. إسحاق أضاف أن الجيش المصرى جيش وطنى دوره حماية المصريين من أى اعتداء ونحن رفعنا مسبقًا شعار «الجيش يحمى ولا يحكم»، ودوره خلال الفترة المقبلة حماية المصريين إذا حدث عليهم أى اعتداء من قبل النظام وأنصاره.