فقط سطت على ثورة 25 يناير واعتبرت أنها صاحبتها، ومن ثم لها الحق فى التصرف فيها والسيطرة والتمكين وهم الذين كانوا ينافقون النظام السابق.
ونجحوا فى النصب على جنرالات معاشات المجلس العسكرى وأرعبوهم.
واتفقوا على إجهاض الثورة.
وبدؤوا فى سياسات التمكين.
استخدموا كل ما يملكون من كذب وتضليل وانتهازية لفرض وجودهم وسيطرتهم واستعانوا بمن هم على شاكلتهم فى الانتهازية مقابل مكافآت ومناصب، وكأن البلد فجأة تحولت إلى عزبة خاصة بهم، يديرها المرشد ونائبه ومندوبهم فى الرئاسة.
واحتلت الجماعة مكانة الحزب الوطنى الفاسد فى كل الممارسات، بما فى ذلك التوريث، فبدلا من الابن هناك الأصهار والأقارب بتوزيع المناصب عليهم، وأصبحت عائلات الإخوان هى أصحاب النفوذ والسيطرة، ناهيك برجال أعمال «طلعوا فى المقدر جديد»، ليسيطروا على البزنس وأصبح لهم القرارات رغم أنهم لا يفهمون فيها، اللهم إلا إذا اعتبرنا التجارة والبقالة هى «البزنس».
فالجماعة قررت السيطرة على السلطة وأنه ليس هناك مكان للمصريين، فالإخوان فقط هم كل شىء ومن ثم كان خطاب الجماعة ومندوبهم فى الرئاسة موجها إليهم باعتبارهم الأهل والعشيرة، أما الآخرون فهم خارج هذا الوطن وعليهم تركه، وأطلقوا عليهم شخصيات ما أنزل الله به من سلطان لترهيبهم ووعيدهم.
وسلط الله عليهم الغباء والجهل ليفشلوا فى إدارة البلاد بعد أن تخيلوا أنها مثل التنظيم السرى ولا بد من السمع والطاعة.
فبالله عليكم ما علاقة مرشد الجماعة محمد بديع بالسلطة وإدارة البلاد؟
وما علاقة خيرت الشاطر بحكم البلاد وإدارتها، اللهم إلا إذا اعتبر حقه فى السلطة باعتباره قدّم محمد مرسى كاستبن له فى انتخابات الرئاسة، فضلا على قيادته المفاوضات مع جنرالات المعاشات الذين اترعبوا منه؟!
لقد احتقروا مؤسسات الدولة وأرادوا تفكيكها على طريقتهم حتى يكون أعضاؤها منهم أو من أتباع السمع والطاعة.. من الانتهازيين أمثالهم.
ولم يحترموا أى قيم من أهداف الثورة التى خرج المصريون ضد النظام السابق لأجلها، والذى كان يحتقر المصريين أيضا.
ولم تصل للجماعة الآن رسالة المصريين بأنهم يرفضون احتقارهم، فضلا عن أن يكون من شخصيات تافهة وجاهلة وكاذبة ومضللة.
ولن يرضى المصريون باحتقارهم.
لقد آن أوان رحيل محمد مرسى وجماعته بعد أن انكشفوا وانفضحوا وفشلوا.