يقف الفيلم السينمائي أحياناً فوق شعرة ضعيفة للغاية تفصل بين الخيال والواقع، روايات التاريخ المهجورة والمؤامرات والجرائم التي لم يكشف سرها والعوالم الخيالية لكائنات أخري تثير شهية الكتاب وبالتالي صناع السينما، وتبقي السياسة والدين من أهم مصادر الروايات المتناقضة المثيرة للجدل، ولكن حساسية التعامل مع عالم الدين والسياسة تجعل من إطلاق الخيال أمراً محفوفاً بالمخاطر بالنسبة لصناع العمل الفني، لهذا جاءت رواية الكاتب «دان براون» بعنوان «شفرة دافنشي» مثيرة عن حقيقة بداية الكنيسة الكاثوليكية أمراً مزعجاً بالنسبة للكنيسة وبالنسبة لصناع الفيلم الذين كان عليهم الدفاع عن فيلمهم من غضب رجال الكنيسة، وجاء فيلم «ملائكة وشياطين» تالياً لفيلم «شفرة دافنشي» رغم أن ترتيب كتابتهما كان بعكس ترتيب صناعتهما للسينما. شخصية البروفيسور وعالم الرموز الأمريكي «روبرت لانجدون» ظهرت لأول مرة في كتابات «دان براون» في رواية «ملائكة وشياطين» حيث دارت مغامرته الأولي في الفاتيكان وظهر للمرة الثانية في رواية «شفرة دافنشي» حيث دارت مغامرته الأشهر في باريس وقد تبلورت شخصية عالم الرموز بالنسبة لدان براون وظهرت للمرة الثالثة في روايته الأخيرة التي تعد للسينما حالياً، وهي رواية «الرمز المفقود» التي تدور أحداثها في قلب العاصمة الأمريكيةواشنطن، وقد أعلن المخرج «رون هاوارد» عن استعداده لإخراج «الرمز المفقود» فور نشرها ليكمل ثلاثية أفلام عالم الرموز «روبرت لانجدون»، وكان هاوارد يود أن يقطع الطريق علي المخرج والممثل الشهير «كلينت ايستوود» الذي كان قد أعلن عن رغبته في إخراج «الرمز المفقود». جزء مهم من سر نجاح روايات وأفلام «دان براون» هو أنها ببساطة أعمال بوليسية تحمل جاذبية وإثارة أجواء الغموض والتحقيقات والتحليلات والمطاردات والمؤامرات وجرائم القتل، ورغم ذلك فهي مختلفة عن الصورة النمطية للأعمال البوليسية، فهي تحقيقات تعتمد علي حل كثير من الألغاز والرموز القديمة، وتحمل قدرًا من الفلسفة والعمق وتطرح موضوعات لها جذور حقيقية تاريخياً، ففي فيلم «ملائكة وشياطين» الذي تدور أحداثه في الفاتيكان المعاصرة يجد عالم الرموز الأمريكي «روبرت لانجدون» نفسه في وسط عمليات قتل متتالية لعدد من الكرادلة المرشحين لخلافة بابا الفاتيكان الذي مات لتوه، تقف خلف هذه الجرائم جماعة سرية ذات جذور عداء قديمة مع الفاتيكان تدعي جماعة الألوميناتي أو «المستنيرون»، جذور هذا العداء يعود إلي اضطهاد الكنيسة في مرحلة من تاريخها للعلماء، وتهدف الجماعة في صورتها الحديثة إلي الانتقام من الفاتيكان عبر تدميره. اضطر صناع الفيلم الذي يدور جزء كبير من أحداثه داخل وخارج كنيسة القديس بطرس إلي بناء عدد ضخم من الديكورات بسبب رفض الفاتيكان لتصوير مشاهد الفيلم هناك. الفيلم حصل علي تصنيف R للعرض للكبار بسبب كثرة المشاهد العنيفة، وللحصول علي تصنيف PG-13 الذي يسمح للمتفرجين من سن 13 سنة بمشاهدة الفيلم قام «رون هاوارد» مخرج الفيلم بحذف حوالي 8 دقائق من نسخة الفيلم للعرض السينمائي علي أن تتم إضافتها للنسخة الممتدة التي تصدر علي أسطوانات ديفيدي. يعرض الفيلم: الجمعة 23 أبريل، الساعة 7 مساءً، قناة Show Movies. زمن الفيلم: 138 دقيقة. بطولة: توم هانكس، ايوان ماكريجور، أيليت زورر.