قال المركز الأمريكي القومي للإحصائيات الصحية إنه رصد ارتفاعاً في نسبة المواليد الأمريكيين من أمهات غير المقيمات ممن يأتين إلي أمريكا بغرض الولادة فقط للحصول علي الجنسية الأمريكية، وذلك بنسبة 53% بين عامي 200 و2006، مما دفع بعض المشرعين إلي طلب تغيير قوانين الهجرة والجنسية الأمريكية. حيث قال المركز إن آلاف المهاجرات الشرعيات اللاتي لا يقمن بصفة دائمة في الولاياتالمتحدة، لكنهن يضعن مواليدهن علي تربة الولاياتالمتحدة يمنحن أبناءهن هدية جديدة هي «الجنسية الأمريكية» التي تمنحها الولاياتالمتحدة لمن يولد علي أرضها. ووفق المركز فإنه من بين الأجانب اللاتي يضعن حملهن علي أرض الولاياتالمتحدة المسافرات الدوليات المارات عبر المطارات الأمريكية والطالبات اللاتي يدرسن في الجامعات الأمريكية، حيث يلدن خلال زيارتهن للولايات المتحدة لغاية واضحة وهي الحصول علي الجنسية لأطفالهن. ولعل أهم هذه المزايا هي أن الفائدة لا تعود علي المولود وحده بل تمتد لأسرته، حيث بإمكان ذلك الطفل فيما بعد أن يضمن الجنسية لعائلته بالكامل، بحسب ما صرح به خبراء معنيون أشاروا إلي انتعاش ذلك النوع من السياحة مؤخراً. وطبقاً للإحصائيات الرسمية فإن عام 2006 شهد ميلاد 4 ملايين و273 ألفاً و225 طفلاً كان من بينهم سبعة آلاف و670 طفلاً ولدوا لأمهات لا يعيشن في الولاياتالمتحدة، وأن الكلفة عليهن بلغت بين 45 ألفاً إلي 60 ألف دولار. غالبية هؤلاء النساء وليس جميعهن جاءت كسائحات للولادة بحسب خبراء الذين أكدوا أن الأمر قد يكون من الصعب تحديده، حيث إن الحكومة لا تتعقب مثل ذلك الأمر. وشهدت السنوات الأخيرة دخول آلاف النسوة من المكسيك وكوريا الجنوبية والصين وتايوان، كما ظهر توافد ملموس من شرق أوروبا كتركيا، فمنذ عام 2003 ولد علي أرض الولايات المتحد 12 ألف طفل من آباء أتراك. وتجدر الإشارة إلي أنه من المستحيل وضع قيود علي «سياحة الولادة» نظراً لقانونيتها ما دام أن المهاجرين يدفعون ما عليهم، كما أن وزارة الخارجية ليس لديها من المعايير ما يمنع دخول الحوامل للولايات المتحدة، لكن بعض المسئولين يرون أنه بالإمكان طرد الأمهات اللاتي يظهر قدومهن للولايات المتحدة بهدف الولادة. وكانت المحكمة العليا قد تناولت تلك القضية مرة واحدة، حيث أصدرت حكمها في 1898 بأن الطفل المولود لأبوين مهاجرين في الولاياتالمتحدة لا يحصل علي الجنسية إلا إذا كانا أبواه حاصلين عليها. وطالب عدد من المشرعين بما سموه سعد الثغرات أمام منح الجنسية بمجرد الميلاد علي أرض أمريكية، ومن ثم سيكون ذلك بمثابة غلق الطريق أمام من يروجون لسياحة الولادة.
