ومركز الأورام يصرف أدوية لاعلاقة لها بالمرض يبدو أن الفقر واستهانة الأطباء بات الثنائي الذي يحاصر مرضي العلاج علي نفقة الدولة، فبالرغم من مرضهم ومعاناتهم التي تصل إلي حد تسول قرارات العلاج، ورغم فرحة المرضي بحصولهم علي هذه القرارات فإن المستشفيات المعالجة لهم تقتل فرحتهم بسبب استهانة الأطباء وصرف أدوية بعيدة عن التي يحتاجونها. زينب إبراهيم - من مطاي - تؤكد أن الطبيب المعالج يقوم بصرف علاج واحد يتم تكراره شهرياً. رغم أنني مريضة بالضغط والقلب، في الوقت الذي نقف فيه في طابور طويل حتي نحصل علي العلاج، مشيرة إلي أن الطبيب لا يكلف نفسه حتي بقياس الضغط حتي يحدد الجرعة التي يجب أن أتناولها. وتؤكد سعاد إبراهيم علي - من سمالوط - أنها مريضة بالسكر ولكن الطبيب المعالج كتب لها علاج ضغط، الأمر الذي كاد أن يفقدها حياتها بسبب هذا العلاج الخاطئ.. مشيرة إلي أنها تناولت العلاج لمدة ثلاثة أيام وشعرت بدوخة شديدة، لتكتشف بعدها أن الضغط انخفض بسبب تناولها علاجاً لضغط الدم المرتفع. وأما عن سوء معاملة الأطباء للمرضي فحدث ولا حرج وهو الأمر الذي يشعر المرضي وكأنهم يتسولون العلاج، بل إنه لا يمكن لأي مريض مناقشة الطبيب أو الاستفسار منه عن طريقة ومواعيد تناول العلاج. وقال أحد المرضي إن المستشفيات تستنزف قرارات العلاج علي نفقة الدولة بأدوية غير مطلوبة للمريض، الأمر الذي يؤدي إلي عدم استخدام المريض هذه الأدوية، وهو ما يعد إهدارًا للمال العام في الوقت الذي يوجد فيه مرضي في أشد الاحتياج إلي تلك الأدوية، إضافة إلي أنها تخصم من حسابات القرار، فتجد أن المستشفي يصرف لكل المرضي الذين يعالجون علي نفقة الدولة مثلاً في أحد الشهور حقن «تراي بي»، ومرة أخري يصرف دواء القلب، وإذا سألت الطبيب يقول لك إن الضغط والسكر يؤثران في القلب والقدم وكأن مرضي العلاج علي نفقة الدولة أصبحوا «فئران تجارب» رغم العذاب الشديد الذي يعانونه للحصول علي هذه القرارات. وتؤكد إحدي المريضات أن مركز أورام المنيا يصرف أدوية لا علاقة لها بالمرض الذي تعاني منه، مما اضطرها لترك تلك الأدوية وشراء الأدوية التي تحتاجها حالتها علي نفقتها الخاصة، مؤكدة أنه بعد شفائها وذهابها للمتابعة واستكمال باقي المبلغ المخصص لعلاجها علي نفقة الدولة فوجئت بأن الطبيب المعالج كتب لها في الروشتة علبة لبن، وتم خصم مبلغ 500 جنيه مقابل ذلك من قرار العلاج.