جداه هذه كلمة افتقدنا كل معانيها، فلم نرك، ولم تحتضنَّا بيديك، وأبدا لم نشم ريحك العطرة التي كانت تملأ المكان، لم نشعر بنبضات قلبك عندما كنا نرتمي في حضنك وتسع كل من حولك، لم نجدك ونحن نهرول رعبا من صوت أفزعنا أو خوفا من أمي عندما كانت تريد أن تعاقبنا، فكنا نرتمي في أحضانك وبيديك الحنون تهدئ روعنا، كم كنا نتمني من الله أن يطيل في عمرك حتي نعيش تلك اللحظات الجميلة في سعادة وحنان ولكنها إرادة الله ولا نملك إلا الصبر والدعاء. جداه أعيش لحظات من الفرح والسعادة والسرور عندما يقص لي أبي بعضا من سجاياك وأسمع صوتك قادما من المسجد بعد الصلاة، صوتك العذب الدافئ أفيق أين هو الجد الذي لم أره، يعتصر الحزن قلوبنا للحرمان من هذا المخلوق بديع الخلق، الحنون، العطوف، الكريم، قوي الإيمان، يدور كل هذا في عقولنا يا جداه ولا نملك إلا أن نقول لربنا: عشان خاطرنا وعشان خاطر سيدنا محمد: أرحم جدنا إسماعيل مبروك برحمتك الكبيرة العظيم وأدخله يا ربنا فسيح جناتك وأدخله جنتك الواسعة يا ربنا. فكنت المثل الأعلي لنا في الحياة وكنت من أطيب الرجال، فتعلمنا منك الكثير، فكنت كريما، مضيافا، يحبك الكثيرون ويتمنون معرفتك، رجلاً عظيماً، فكنت يا جداه رايتك شامخة بين أفراد عائلتك، وكنت نعم الجد بين الأجداد، افتقدناك يا أغلي جد، يا مضياف، يا صدوق، يا أجمل المخلوقات يا جداه. نحن لا ننسي يا جداه كم من الحكايات التي كانت ترويها أمي لنا ونحن نستمع إليها في فرح وسعادة، فكانت تقص لنا حكايات عن الأبطال، وعن أعظم الرجال، كم كانت حكايات عظيمة ومفيدة ونافعة، لم ننسها ولم ننس ذكرياتك الجميلة، رحمك الله رحمة واسعة وأدخلك الجنة.