قال الدكتور علي الدين هلال- أمين إعلام الحزب الوطني- إن التاريخ سيذكر للرئيس مبارك أنه نجح علي مدار 30 عاماً في صد كل محاولات التدخل الأجنبي والأمريكي في الشأن المصري بما جعل مصر تكاد تكون الدولة الوحيدة في دول المنطقة التي لا يوجد بها أي وجود أجنبي باستثناء قوات حفظ السلام المقيمة في سيناء. وأشار «هلال» في محاضرة ألقاها أمس- الاثنين- علي مجموعة من طلاب الجامعات بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إلي أن مشاكل مصر لن تحل بتعديل الدستور أو عزل حكومة أو إجراء تعديلات تشريعية، واصفاً المطالبين بذلك بأن لديهم أوهاماً ناتجة عن سوء قراءة واضح للواقع المصري يجعلهم يعتقدون أنهم سوف يتغلبون علي مشاكل مصر بمثل تلك الإجراءات. وأضاف: إن مصر لديها مشاكل يجب مناقشتها بشكل عاجل رغم أنها قد لا تبدو عاجلة الآن، ولكن تجاهلها ونسيانها مع الوقت يجعل أبناءنا في المستقبل يدفعون ثمناً غالياً لتجاهلها، ضارباً المثل بتعرض مصر للدخول في منطقة الفقر المائي وتزايد استخدام الطاقة والزيادة السكانية التي قال عنها إن مصر منذ تسعينيات القرن الماضي وحتي الآن تقف محلك سر تجاه الزيادة المتلاحقة للسكان، وأكد «هلال» أن مصر حالياً في مرحلة تحول سياسي واقتصادي واجتماعي تستلزم مناقشة قضاياها ومشاكلها بشكل أكثر عقلانية، خاصة أن لدينا في مصر مشاكل اقتصادية تتعلق بدرجة النمو الاقتصادي ومشاكل سياسية تتعلق بضعف الأحزاب وعدم تمثيل المرأة ومواد الدستور التي تحتاج إلي مراجعة، ومشاكل اجتماعية تتعلق بالمواطنة والعلاقة بين المسلمين والمسيحيين، واصفاً تلك العلاقة ب «النار اللي بتولع في البلد ولا تلقي اهتماماً جاداً من المجتمع، والبعض مش واخد باله منها أو يحاول أن يظهر عدم انشغاله بها». وأشار إلي أن الحزب الوطني أكثر الذين يعملون من أجل التطور الديمقراطي، مستشهداً بإنشاء المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي يتم تقييمه دولياً ضمن الفئة «أ» للمجالس والجمعيات الحقوقية المستقلة، بالإضافة- علي حسب قوله- إلي قانون تمكين المرأة وإنصافها في التمثيل البرلماني، وتابع: إن الحزب الوطني والنظام الحاكم في مصر مؤمن تماماً بحرية الإرادة الوطنية ورفض تدخل الدول الكبري والولايات المتحدة في القضايا الداخلية، مستطرداً قوله: «إحنا اللي بنقول مشاكلنا.. وإحنا اللي بنعمل من أجل حلها». الجدير بالذكر أن جانباً كبيراً من المداخلات التي أعقبت المحاضرة اعترض مقدموها علي رؤية وزير الشباب السابق، ووصفت إحدي الطالبات النظام المصري بأنه يتعامل مع المواطنين بطريقة لا منطقية وأنه يتعامل مع المصريين الذين يطالبون بالتغيير بنظام «عايز نوكيا روح لراية»، مستشهدة بشروط الترشيح لرئاسة الجمهورية.