شباب «6 أبريل» المفرج عنهم يروون ل«الدستور الأصلي» رحلة 33 يومًا من العذاب فى سجون مرسى 33 يومًا من العذاب والقهر النفسى، قضاها شباب «6 أبريل» المعتقلون فى سجون داخلية مرسى، منها 27 يومًا فى سجن العقرب شديد الحراسة، الذى طالما ضم عشرات الجهاديين والتكفيريين من خصوم النظام السابق، لكنه أصبح فى عهد مرسى مخصصًا لشباب الثورة، الذين كان جرمهم هو التظاهر أمام منزل وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم، رفضًا لسياسات السحل والضرب والقتل التى تمارسها شرطته فى عهد الإخوان.
شباب الحركة الذين تم الإفراج عنهم مساء الإثنين الماضى، رووا ل«الدستور الأصلي» وقائع من هذه الرحلة الصعبة، بداية من إلقاء القبض عليهم، وحتى إيداعهم سجن العقرب.
محمد مصطفى: كنا محبوسين فى أسوأ مكان على وجه الأرض محمد مصطفى عضو المكتب السياسى بالحركة، يقول «بعدما ألقت الشرطة القبض علينا نقلونا إلى ما يسمى بالثلاجة فى قسم القاهرةالجديدة بالتجمع الخامس، وهى عبارة عن حجز مصنوع كله من الرخام ونسبة الرطوبة والبرودة عالية جدا، وتم احتجازنا فى هذه الغرفة لمدة يومين، بعد ذلك تم عرضنا على نيابة مدينة نصر التى أمرت بحبسنا أربعة أيام، وتم ترحيلنا إلى سجن مزرعة طرة، وهو مكان مريح وأفضل لنا من الثلاجة، بعد ذلك تم ترحيلنا إلى سجن العقرب شديد الحراسة، بعدما قامت النيابة بتجديد الحبس 15 يومًا على ذمة التحقيق، وتم احتجازنا فى حبس انفرادى كان مخصصًا لأعضاء تنظيم القاعدة، وعرفت ذلك من خلال الرسومات والكلمات المكتوبة على جدران السجن، وعندما سألنا أنفسنا ما الذى اقترفناه من ذنب كى يتم احتجازنا فى سجن العقرب؟ نحن لم نقتل أحدًا ولم نفجر مكانًا ولم نفعل أى شىء يضر بمصلحة الوطن؟ لكن ضباط السجن فى أثناء ترحيلنا أخبرونا أنها (قرصة ودن)، وإن الوزير موصى علينا».
ويستكمل مصطفى روايته «تم احتجازنا فى عنبر مكون من 22 حجرة حبسا انفراديًّا، وتم توزيعنا بطول العنبر، وكان يمر علينا شاويش مرتين خلال اليوم، يعطينا وجبة الإفطار، ووجبة الغداء التى كانت عبارة عن أرز وخضار فى تمام الساعة الثالثة، هذا الشاويش الذى لم يتحدث معنا إطلاقًا كان يعطينا الطعام من خلال فتحة فى باب الزنزانة وكنت أشعر وكأننى فى مرحاض عمومى، والماء كان مقطوعا دومًا، وفى المساء كانت الظلمة حالكة. ويضيف بعد كل هذا التعب النفسى لمدة خمسة أيام قررنا الإضراب عن الطعام، وعندما أضربنا عن الطعام جاء إلينا أحد الضباط يطالبنا بفك الإضراب، ومع إصرارنا وافق على أن نخرج يوميًّا لمدة ساعتين لنسير فى الممر، وعقب ذلك ب15 يومًا جاء قرار النيابة باحتجازنا جميعا فى زنزانة واحدة بعد البلاغ الذى قدمته الحركة للنيابة، وكنت قبل القرار قد فقدت الأمل فى الخروج وقلت إننى لن أخرج من هذا السجن ما حييت.
أبو آدم: حارس خيرت الشاطر دخل سجن طرة بتشريفة «كانت مسرحية من التعذيب»، هكذا وصف ممدوح أبو آدم قصة أيام الاعتقال التى قضاها بصحبة زملائه من حركة 6 أبريل، بتهمة إهانة وزير الداخلية، مضيفًا «رحلة التعذيب مرت بأربع مراحل أولاها داخل سجن التجمع الخامس بالقاهرةالجديدة، والثانية كانت داخل سجن مزرعة طرة، والثالثة والرابعة كانتا داخل سجن العقرب شديد الحراسة، وذلك بعد ممارسة جميع أنواع التعذيب النفسى والبدنى».
ويؤكد عضو «6 أبريل» استمراره مع شباب الحركة فى كشف فضائح النظام الحالى والكشف عن مدى ظلم الداخلية، مثلما كانت تعمل الحركة أيام مبارك، مضيفًا أن السجون أو التعذيب لن يغيروا فكر شباب الحركة يومًا فى الوقوف ضد الظلم مع تأكيد استمرار أهداف ثورة 25 يناير. واستكمل أبو آدم «فى سجن مزرعة طرة قابلت حارس خيرت الشاطر، وكان داخلا بتشريفة وتليفزيون وكتب، وتحدثت معه وقال لى إنه تدرب تدريبًا عاليًّا، وقضى أكثر من نصف عمره فى غزة وخطيبته من غزة»، مضيفًا أن حارس الشاطر لم يتحدث معه فى السياسة، مؤكدًا أن ضباط السجن والمأمور كانوا يعاملونه أفضل معاملة، «وقتها شعرت بالذل عندما قال لى أحد الضباط قوم من الفرش اللى إنت نايم عليه وأعطاه لحارس خيرت الشاطر».
زيزو عبده: كتبنا فى السجن «جم يكسرونا كسروا خوفنا» «يا ريت مرسى يكمل فى غبائه»، هذا ما أكده عضو حركة «6 أبريل» والمعتقل السابق عبد العظيم فهمى الشهير ب«زيزو عبده»، مضيفًا أنهم كتبوا على جدران سجن العقرب «جم يكسرونا كسروا خوفنا»، وحول ما حدث داخل السجن قال «العنبر رقم 2 الذى كنا نوجد فيه كان مهجورًا منذ أكثر من عام، وكنا فى زنازين لا توجد به أى دلائل لحياة آدمية، وعندما أضربنا عن الطعام وحضرت النيابة، وقالت لنا (حضرنا منذ أيام ولم نجد أحدا)، فكان ردنا (كنا موجودين ولم يخبرنا أحد)، ورفضنا ما يحدث معنا فى السجن رفضًا كاملًا، حيث إنه ليس من حق الداخلية حبسنا احتياطيًّا فى سجن العقرب شديد الحراسة، وطالبنا بالنقل من السجن أو أن نكون فى زنزانة واحدة بدلا من السجن الانفرادى، فاستجاب مأمور السجن إلى تعليمات وكيل النيابة، بأن يتم نقلنا إلى زنزانة واحدة، مع زيادة ساعات التريض». زيزو قال إن «ما حدث لنا طوال فترة الحبس من تعذيب بدنى ونفسى، كان هدفه كسرنا وعدم تظاهرنا مرة أخرى، لكن هذا لن يحدث».