في مصر ننتظر دائماً الكارثة ثم نلطم الخدود ونقول «ياريت اللي جري ما كان» لم نجرب مرة واحدة أن نمنع البلاء قبل وقوعه وفي هذه المرحلة الحرجة من عمر بطولة الدوري اشتعلت الأجواء بين الأهلي والزمالك وأصبح هناك حالة احتقان واضحة بين جماهير الناديين للدرجة التي جعلت جماهير الأهلي تقوم بالإعداد للإيقاع بحسام حسن المدير الفني للزمالك وشقيقه إبراهيم حسن المنسق العام للفريق في فخ تم الإعداد له بإحكام. وسط هذه الأجواء الساخنة ارتفعت الأصوات العاقلة التي تطالب بتأجيل مباراة القمة المقرر لها يوم الجمعة المقبل، إلي نهاية الموسم، والتأجيل له أسباب نراها وجيهة تساهم في منع كارثة مروعة ستصيب الكرة المصرية بالعار والدمار، وإذا كان منع الكارثة هو السبب الوحيد فإنه يكفي للحفاظ علي الأرواح وما تبقي من العلاقة الودية بين الناديين لكن هناك أسباباً أخري تجعلنا نطالب بالتأجيل هي: أولاً: التأجيل لن يمس مبدأ تكافؤ الفرص ولن يؤثر في حظوظ بتروجت أو الإسماعيلي سواء في المنافسة علي القمة أو المركز الثاني لأن مباراة القمة لا يمكن أن تشهد تواطئاً أو مجاملة من أحد الفريقين للآخر. ثانياً: التأجيل يمنح الفرصة لإقامة مباراة الأهلي والمنصورة المؤجلة حتي يعرف الجميع الفارق الحقيقي في النقاط بين الأهلي والزمالك، فإذا حسم الأهلي البطولة لصالحه قبل نهاية الموسم تكون مباراة القمة مجرد بطولة خاصة، أما إذا تقلص الفارق إلي ثلاث نقاط وأصبح للزمالك أمل حقيقي في الفوز بالدوري نكون قد منحنا الجميع الفرصة لتهدئة الأجواء ويكون لكل مقام مقال. ثالثاً: التأجيل كما أكدنا يعطي وقتاً كافياً لتخفيف حدة التوتر بين جماهير الناديين ويمنح الإعلام النظيف فرصة للمساهمة في تنقية الأجواء. رابعاً: قرار التأجيل سيرحب به الجميع سواء أهلاوية أو زملكاوية والقرار لن يكون الأول من نوعه، لأنه سبق تأجيل مباراة القمة لنهاية الموسم مرات كثيرة خامساً: التأجيل سيكون كافياً لامتصاص غضب الزملكاوية بعد العقوبات التي فرضتها لجنة الطوارئ علي إبراهيم حسن وحازم إمام وعلاء علي وجماهير الزمالك ويمنح الفرصة للنسيان أو علي الأقل تخفيف حدة الغضب .