أعضاء الطائفه اليهودية والسفير الإسرائيلى بالقاهرة يشيعون جثمان رئيس الطائفه اليهودية السابق كارمن فينشتاين تشديدات أمنية مكثفة لتأمين خروج الجثمان من المعبد اليهودى إلى البساتين .. والسفير الإسرائيلى يرافق الجثمان حتى دفنه
ماجده هارون: سأفعل ما بوسعى للحفاظ على التراث اليهودى .. وأشكر "مرسى" على برقية عزاءه ل "كارمن" وأبراز دورها النضالى
مقابر اليهود بالبساتين، كانت المحطة الأخيرة التى إنتهت إليها كارمن وينشتاين الرئيس السابق للطائفة اليهودية بالقاهرة، بعد وفاتها الإسبوع الماضى عن عمر يناهر84 عاما، حيث شيع العشرات من اليهود المصريين وعدد من أعضاء الطائفه اليهودية وسفراء بعض الدول مثل فرنسا وكندا جثمان كارمن، من المعبد اليهودى بشارع عدلى بوسط البلد حتى مدافن اليهود بالبساتين، وسط حضور السفير الإسرائيلى بالقاهرة يعقوب أميتاى والدكتور على السمان رئيس الإتحاد العالمى لحوار الأديان والثقافات، والحاخام المغربى الفرنسى الأصل مارك الفاسى الذى إستقدمته الطائفه اليهودية لأداء الصلاه عليها، فى ظل تشديدات أمنية مكثفة من قبل قوات الأمن، التى إنتشرت أمام مقر المعبد اليهودى بشكل مكثف لتأمين أداء مراسم الجنازة وخروج الجثمان إلى مدافن البساتين
التشديدات الأمنية أمام مقر المعبد اليهودى، شهدت تكثيفا ملحوظا وواضحا منذ ساعات الصباح أمس "الخميس"، حيث إنتشرت سيارات الشرطة بالخارج وتواجد العديد من أفراد الأمن لتنظيم دخول الحاضرين لأداء مراسم العزاء، ومنعت قوات الأمن وسائل الإعلام التى لم يكن لديها التصاريح الرسمية من الدخول، فيما بدأت مراسم اداء الجنازة فى تمام الساعة 12 ظهر أمس"الخميس" بكلمات من رئيس الطائفه والحاضرين تتعلق بكارمن وحياتها ونضالها من أجل الطائفه
فيما لاحظت "الدستور الأصلي" إرتداء العديد من اليهود القبعة الشهيره "كيبا" على رؤسهم، كما شهد العزاء ترحيب رئيس الطائفه اليهودية ماجده هارون بالسفير الإسرائيلى أثناء تواجده بالعزاء، وكذلك الأمر الذى حدث فى حفاوة الترحيب بين الدكتور على السمان والسفير الإسرائيلى وحدوث حوار جانبى بينهما.
وعقب إنتهاء مراسم الجنازة، إنطلق الحاضرين لتشييع الجثمان من داخل مقر المعبد اليهودى إلى مقابر اليهود بالبساتين- حيث يتم دفن كارمن هناك - وعقب وصول الجثمان إلى هناك قامت قوات الشرطة بالمشاركة مع أمن السفاره الإسرائيلية، بنشر أفرادها فى مداخل ومخارج المدافن لتأمين دفن الجثمان ولحماية السفير الإسرائيلى أميتاى الذى رافق الجثمان حتى دفنه،كما قام أمن السفارة بتفتيش المتواجدين بالمدافن وفحص متعلقاتهم لتأمين تواجد السفير والجثمان.
ورصدت "الدستور الأصلي"، وجود لافته داخل مكتبة بالمعبد لايزال مدون عليها إسم الرئيس السابق مبارك مكتوب عليها،"مكتبة التراث اليهودى فى مصر أسسها مجلس الطائفة الإسرائيلية بالقاهرة بمساعدة المركزالأكاديمى الإسرائيلى فى القاهرة وتم تأسيسها فى عهد الرئيس السابق محمد حسنى مبارك وإفتتحت فى 25 إكتوبر 1988 "
ماجده هارون الرئيس الجديد للطائفة اليهودية بالقاهرة، قالت فى كلمتها أثناء تأبين كارمن وينشتاين، الرئيس السابق للطائفه بعد وفاتها الإسبوع الماضى، "أود أن أوجه الشكر لكافة الحضور لاسيما الصحفيين والإعلاميين وممثلى الإذاعات المختلفة لتشريفهم بتغطية الجنازة، لأننى لم أرى هذا العدد من الصحفيين فى تغطية حدث بالمعبد اليهودى وأتمنى ألاتكون أخر مرة أرى فيها ذلك".
ماجده أوضحت، أنها ستفعل كل ما بوسعها من أجل الحفاظ على التراث والممتلكات اليهودية والعناية بها حتى نلقى رب كريم – على حد قولها، موضحه انها تريد شرح وجهه نظر الطائفه التى فى طريقها للإندثار، مضيفه أنها تسعى إلى كسر الحواجز التى أقيمت بين المصريين، بسبب إختلافهم الدينى والعقائدى، والحفاظ على الممتلكات اليهودية لأنها ملكا لمصر، مشيره أنه كان هناك يهود يعيشون فى مصر ومندمجين فى كل أوجه الحياة بها، مشدده أنها تريد أن تؤكد أن "الدين لله والوطن للجميع"
رئيس الطائفه قدمت الشكر للرئيس محمد مرسى، بعد ما تردد حول ما تم نشره فى "نيويورك تايمز" على تقديمه العزاء للراحله كارمن فاينشتاين وإبراز دورها فى الحفاظ على التراث اليهودى
السفيرالإسرائيلى بالقاهرة يعقوب أميتاى، أوضح فى كلمته التى ألقاها، أن المتوفيه كارمن كانت شخصية محترمة ويشهد الجميع لها بذلك وبإخلاصها للطائفه اليهودية بمصر،مضيفا أنه من المؤكد أن كارمن تولت رئاسة الطائفه فى ظروف صعبة للغاية لاسيما فى ظل تقلص عدد أعضاء الطائفه وقدرتها أيضا على الحفاظ على ممتلكات اليهود، داعيا لها بالرحمة وأن يدخلها الله فسيح جناته ويغفر لها – على حد قوله.
أحد اليهود المقيمين بالإسكندرية، قال خلال كلمة له قامت رئيس الطائفه اليهودية ماجدة هارون بترجمتها له إلى العربية، أن المرحومة كارمن كانت مهتمة بالحفاظ على التراث اليهودى، مشيدا بكلمه لوزير الثقافة السابق فاروق حسنى حينما قال له فى أحد المرات "قلكم هو قلقنا وإهتمامكم إهتمامنا لأنه يمس تراث أكثر من هذا البلد وتاريخها"، موضحا أن كارمن حاولت لم شمل الطائفة اليهودية،لافتا أنها كانت كريمة وكالأم اليهودية التى ترعى أولادها وتلبى إحتياجاتهم، مستشهدا بموقف لها حينما قال "أكلتنى ملوخية فى بيتها منذ وقت قريب وأنا بقولها هتوحشينا يا كارمن ونتمنى أن نحقق أمنياتها"
الدكتور على السمان رئيس الإتحاد العالمى لحوار الأديان والسماوات، قال فى تصريحات مقتضبه عقب إنتهاء مراسم الجنازة، أن كارمن كانت تعبر بكل معانى الكلمة وبالعمل قبل الكلمة على إنتمائها لمصر.
فى الوقت،الذى أنتشرت فيه العديد من التساؤلات حول أسباب حضور السفير الإسرائيلى مراسم الجنازة والدفن، رغم نفى رئيس الطائفه المتكرر ماجده هارون علاقتها بإسرائيل وتأكيدها على كونها مصرية الأصل ويهودية.