أصدرت الهيئة العامة للكتاب اليوم الأعمال الكاريكاتيرية الكاملة للفنان الراحل صلاح جاهين في مجلدين بالتعاون مع الجمعية المصرية للكاريكاتير ومركز توثيق التراث الحضاري والطبيعي وتولى تصميم الغلاف الفنان أحمد اللباد. وقال أحمد مجاهد، رئيس هيئة الكتاب، في تصريحات ل"بوابة الأهرام " أنه يحلم بإنجاز هذا العمل منذ أن كان رئيسًا لهيئة قصور الثقافة ولفت الى أن هيئة الكتاب أصدرت العام الماضي الاعمال الكاملة لصلاح جاهين في سبعة مجلدات تضمنت اعماله الشعرية والاغاني والاوبرتيات التي كتبها الى جانب مقالاته الساخرة معتبرًا أن صدور أعماله الكاريكارتيرية في هذا التوقيت عمل تفخر به وزارة الثقافة لأنها تعيد للذاكرة أعمال هذا الفنان الكبير ".
وتابع مجاهد " أن متابعة أعمال جاهين الكاريكاتيرية وهي مطبوعة طباعة فاخرة يتيح اعادة قراءة تاريخ مصر من منظور مختلف لانها اقرب للحوليات التاريخية لكن في صياغة مركزة تعبر عن رؤية ناقدة للمجتمع نفتقدها في كتب التاريخ التي تزعم الحياد معتبرا ان الاعمال الكاريكاتيرية التي نفذها جاهين تتضمن رؤية منحازة للتاريخ تثري تاريخ مصر الثقافي والحضاري".
ومن جهته قال الدكتور فتحي صالح من رئيس جهاز التوثيق الحضاري أن أعمال جاهين هي باكورة لعمل كبير يوثق للكاريكاتير المصري الحديث ستأتي متبوعة بمنشورات أخرى واختارت هيئة الكتاب ان تقدم لاعمال جاهين الكاريكاتيرية بنص كتبه عنه الفنان الراحل محيي الدين اللباد ونشر في كتابه " نظر " تحت عنوان "علينا أن نظل له شاكرين "يضع جاهين في سياق مدرسة الكاريكاتير المصري التي لمع رموزها في مؤسسة روزا اليوسف في الخمسينيات لافتا إلى أن جاهين تأثر بخطوط جورج البهجوي وحسن فؤاد وهضم اعمال صاروحان وعبد السميع إضافة إلى إطلاعه على الكاريكاتير الغربي ويشير اللباد إلى أن ظهور رسوم جاهين في العدد الأول لمجلة صباح الخير عام 1956 كان اشارة لميلاد كاريكاتير جديد ومدهش وصادم يعتمد على كشف الدراما الذكية في المواقف العادية البسيطة ومن استخراج لاالفكاهة من أكثر الموضوعات جدية وأكثر الأفكار التهابًا، فقد كان خلفها عقل مثقف شديد الوعي بالمجتمع كما كان هناك قلب رافض ومبتهج وطفولي عابث ووجدان ورث روح الفكاهة وتقاليد التعبير عنها في مصر".