اكد الشيخ محمود الابيدى "خطيب مسجد نور بمدينة المنصورة" ان العالم فى هذا الزمان باتت تحكمه شريعةُ الغاب، وسياسات التهديد والإرهاب، ولغة التحدّي والإرعاب من مصالح ذاتية، ونظمٌ أُحاديّة، وإدارة فرديّة، تتعامل مع الغير معاملةَ السيّد للمسود والقائد للمقود وسياسةُ مصالح لا قيم وسياسة لا تحكم بالسويّة، ولا تعدل في قضيّة، ولا تتعامل إلا بحيف وازدواجية. واضاف الابيدى فى خطبتة ان الشعور بالظلم من أصعب الأحاسيس التى تمر على الإنسان فى حياته فهو شعور لا يمكن وصفه باعتبارة شعور بضيق الدنيا وظلمتها ولكن من ينصر المظلوم سوى الله .
وقال ان الانسان لدية سلاح قوى يتناساه ويتغافل عنه وهو كلمات أربعة تهتز لها السموات والأرض ( حسبى الله ونعم الوكيل ) قالها الله للرسول فى خواتيم سورة التوبة [ فإن تولوا فقل حسبى الله لا إله عليه توكلت وهو رب العرش العظيم ].
ودعا الابيدى بنصرة المظلومين فى كل مكان ومهل الظالمين حتى يتوبوا ويكفوا عن ظلمهم قائلا أوجه رسالة للظالمين اللذين يخسرون دينهم ودنياهم بسبب الظلم وأقول لهم اتقوا دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب .
وحذر الابيدى من الظلم مشيرا الى ان الظلم ظلمات يوم القيامة وبين الحياة والموت لحظة مطالبا باخذ العبرة ممن سبقوا ومستشهدا بقول الله تعالى ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار ومالكم من دون الله من أولياء".
واضاف ان طائفة من المسلمين الأوائل هاجرت إلى الحبشة هرباً من اضطهاد المشركين فلما عادوا -بعد غياب طويل- سألهم النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أن يحدثوه بأعجب ما رأوا في تلك البلاد فقالوا يا رسول الله! بينما نحن جلوس مرت علينا عجوز من عجائزهم تحمل على رأسها قلة من ماء، فمرت بفتى منهم، فجعل إحدى يديه بين كتفيها ثم دفعها على ركبتها، فانكسرت قلتها، فلما ارتفعت (قامت) التفتت إليه ثم قالت: ستعلم يا غدر إذا وضع الله الكرسي، وجمع الأولين والآخرين، وتكلمت الأيدي والأرجل بما كانوا يكسبون -فسوف تعلم أمري وأمرك عنده غداً، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صَدَقتْ ثم صدقت! كيف يقدّس الله قوما لا يؤخذ لضعيفهم من شديدهم .
واختتم الابيدى خطبتة بان لكل شئ نهاية مستشهدا بقصة صياد خرج يصطاد السمك ، ويقوت منه أطفاله وزوجته فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ، ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ، ويصرف ثمنها في مصالح عياله فلقيه بعض الظلمة من أعوان السلطان فرأى السمكة معه ، فأراد أخذها منه ، فمنعه الصياد ، فرفع الظالم خشبة كانت بيده ، فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة، وأخذ السمكة منه غصبا بلا ثمن. فدعا الصياد عليه قئلا الهى جعلتني ضعيفا، وجعلته قويا عنيفا ، فخذ لي بحقي منه عاجلا ، فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة.
ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله ، وسلمها إلى زوجته ، وأمرها أن تشويها ، فلما أخذتها أفلتت السمكة من يديها ، وفتحت فاها ، ونكزته في إصبع يده نكزة طار بها عقله. فقام وشكا إلى الطبيب ألما في يده ، فلما رآها قال له: إن دواؤها أن تقطع الإصبع ، لئلا يسري الألم إلى بقية الكف فقطع إصبعه، فانتقل الألم والوجع إلى الكف واليد ، وازداد تألما ، وارتعدت من الخوف فرائصه وقال لة الطبيب ينبغي أن تقطع اليد إلى المعصم لئلا يسري الألم إلى الساعد فقطعها. فانتقل الألم إلى الساعد و كلما قطع عضوا انتقل الألم إلى العضو الآخر الذي يليه، حتى خرج هائما على وجهه، مستغيثا إلى ربه ليكشف عنه ما نزل به. فرأى شجرة فقصدها، فأخذه النوم عندها فنام ، فرأى في منامه قائلا يقول : يامسكين ! إلى كم تقطع أعضاؤك؟ امض إلى خصمك الذي ظلمته فارضه ، فانتبه من النوم ، وفكر في أمره ، فعلم أن الذي أصابه من جهة الصياد، فدخل المدينة ، وسأل عن الصياد ، وأتى إليه ، ووقع بين يديه يتمرغ على رجليه، وطلب منه الإقالة مما جناه ،ودفع إليه شيئا من ماله، وتاب من فعله ، فرضي عنه الصياد وعفا عنه ، فسكن في الحال ألمه ، وانتهت في التو محنته