قال الكاتب الصحفي، حلمي النمنم إن جماعة الإخوان تفرض علي العضو المنضم إليها ما أسماه ب"الحصار الماسوني المرعب"، بحيث لا يتزوج سوي من الجماعة ولا يتعامل إلا مع تجارها ولا يذهب إلا لأطبائها. وأضاف، في الندوة التي أقيمت مساء أمس بدار التنوير، لمناقشة كتاب "جنة الإخوان" للكاتب سامح فايز والذي يروي فيه قصة انضمامه وخروجه من الجماعة، أن الانشقاقات عن الإخوان بدأت بوقت مبكر جداً منذ ثلاثينيات القرن الماضي، حين انشق نائب البنا آنذاك، أحمد السكري، احتجاجاً علي تغاضيه عن فضائح أخلاقية لعبد الحكيم عابدين، عضو الجماعة وزوج أخت البنا، بعد أن أدانته فيها لجنتي تحقيق شكلتهما الإخوان، ولكن البنا لم يأخذ بتلك التحقيقات، وهو ما رفضه السكري واستقال.
وكشف أن التنسيق بين المخابرات الأمريكية والإخوان بدأ منذ عام 1953، وأن تنسيقاً بينهم وبين المخابراات البريطانية كان قائماُ منذ زمن بعيد، متهمًا الإخوان بأنهم صنيعة الاحتلال البريطاني الذي اعتاد أن يخلق ديانات جديدة بكل بلد يدخلها ليفرق بها الطوائف الموجودة، كما خلق "القاديانية" في الهند حين كان يحتلها.
وتحدث عن تشكيل خلية نازية إخوانية بمصر عام 1941 وظلت موجودة بسلاحها، حتي انشكف أمرها عام 1954 حين أتي ضابط مخابرات ألماني للتعاون مع نظام ناصر، فأخبر رجال عبدالناصر حينها بأمر الخلية ظناً منه أنهم يعرفون بأمرها.
وكشف النمنم عن أن أعضاء الجماعة لم يكونوا يحدثون المرشد بلقب فضيلة المرشد ولكن الأستاذ المرشد، مضيفًا أن الإخوان يعتبرون الجماعة ديانة وليس مجرد جماعة دينية منتمية للإسلام، وأن كل من هو خارجها هو كافر حتي ولو كان مسلماً، موضحًا أن البنا كان يعتبر نفسه في وضع مواز للنبي محمد صلي الله عليه وسلم، مؤكداً بأن الإخوان كانوا يألفون الكتب عن البنا ولم يألفوا كتاباً واحداً عن النبي محمد، على حد قوله.
وأضاف أن هناك كتاباً يوزعه الإخوان المسلمون عن البنا وأعيد طبعه في 2013، يصف البنا بأنه مؤسس الدعوة الإسلامية، وتساءل النمنم مستنكراً:"ماذا كان يفعل محمد بن عبدالله إذن؟".
واستشهد النمنم بمذكرات محمود عساف والتي ذكر فيها أن حديثاً دار بين السكري والبنا قال له البنا فيه:" هل تترك الإخوان إذا ما ترك البنا الجماعة؟ فرد السكري بالنفي وأنه لن يتركها، فقال له البنا وهل كنت تظل مسلماً إذا خرج محمد بن عبد الله عن الإسلام؟، فقال له السكري لا؟" وقال النمنم إن ذلك الحديث يدل علي الطريقة التي كان بها البنا يري نفساً في وضع مواز للرسول.
ولفت البنا إلي أن وجود الأزهر الشريف وتدين الشعب المصري هما ما حالا دون تحول الإخوان إلي ديانة جديدة.
وقال النمنم: إن الإخوان ليسوا مشروع دولة ولا إصلاح ديني أو فكري، وأنهم مشروع سلطة بالمنطق الضيق لتلك الكلمة. مضيفاً أن الرئيس مرسي شخص غير موهوب، لم يمر علي مصر رئيس مثله منذ عصر المماليك، بحسب تعبيره.