"لن يرتاح لى بال الا بعد القصاص لابنى .. واذا كانوا يريدون الصلح فليأتونى بأكفانهم .. وسأحضر لهم ذبيحة كى أفدى بها ابنى"، هذه الكلمات قالتها سامية الشيخ والدة الشهيد محمد الجندى ووجهتها إلى مسؤولى الحكومة وطالبت بالقصاص لابنها. وأوصت – خلال حفل عيد الأم الذى نظمته منال أيوب نقيب الإعلاميين بالإسكندرية، مساء الأربعاء لتكريم عدد من الأمهات المثاليات – شباب مصر ببر الوالدين وصلة الرحم، قائلة : " الله أخذ منى أبن واحد ووهبنى ملايين الأبناء ، فكل شباب مصر أبنائى".
ورفضت "أم الجندى" أن يفقد المواطنين ثقتهم فى جيش مصر العظيم باعتباره الحارس الأمين لهذه البلد مشيرة إلى أن النور سيأتى لا محالة فقد مرت علينا نكسة 1967 وعوضنا الله بفرحة 1973 فنحن شعب يقابل الله 5 مرت فى اليوم تأكدوا أن الله لن يخذلنا أبدا ً .. و إن كان دم ابنى سينصر مصر فابنى فداء مصر " .
ووجهت رسالة إلى المستشار أحمد مكى - وزير العدل – جاء فيها : "أنت لا تصلح أن تكون وزير عدل ولست رمزاً للعدل وبعد أن سمعت بنبأ تقديم إستقالتك فرأيت أمل جديد وشعرت بان الله يحدثنى ويقول لى انا معك ".
وأضافت والدة الجندى قائلة: " ابنى وحيدى الذى قد علمته بأفضل الجامعات وسهرت ليلاً ونهاراً على تربيته قد فارقنى لكننى لست حزينة لاننى أشعر أنه فى منزلة رفيعة يسعى إليها الخلق جميعاً كيف أحزن والله أختار أبنى كى يكون مع صحابة رسول الله وشهداء أحد و جليسة حمزة، لقد إبتلانى ربى بوفاة أخى وبعده بشهر إستشهد أبنى وبعده ب40 يوماً توفى أقرب الناس إلى وهو الرجل الذى قامت بتربيتى منذ ان توفى والدى لكنى لن أحزن لأننى أعلم أن الله يبلينى لانه يحبنى ويريد أن يسمع منى كلمة الحمد لله ".
وقالت فاطمة منصور ، والدة الشهيد محمد خميس والمعروف إعلامياً بأسم "شهيد الأخلاق" أقول لابنى : "لا تحزن يا بنى بقبرك فلقد أعطيتنى أجمل هدية شرفتنى بأخلاقك فى الدنيا .. وأهديتنى شهادتك بالأخرة فى هذا اليوم"، مشيرة إلى أن محمد كان بيحوش عشان يجيبلى هدية عيد الأم وقدر له الاستشهاد قبل ان يحقق أمنيته.
وتروى فاطمة واقعة استشهاد نجلها وتقول" ابنى لم يبلغ من العمر سوى 15 عاما وكان طالبا بالمرحلة الاعدادية ويوم الحادث كان خارج من النادى ومعه 4 من زملائه فوجد شاب يعاكس فتاه بشكل غير مقبول فلن يرضيه الامر فحاول ان ينصحه ثم أكمل طريقه فقام الشاب بالتعدى عليه وقتله" واستكملت حديثها " انا لدى 3 ابناء اخرين مازلت اوصيهم لا تسكتوا عن قول الحق وتصحيح الخطأ وان كان الثمن حياتكم " .
وقالت الحاجة زينب بوبو:" أنا أسعد إنسانة اليوم بهذا التكريم لاننى لم اشعر به من قبل لان الله لم يمنحنى ابناء .. لذلك فإن شعورى لن يشعره ويقدر قيمته سوى امرأة مثلى حرمت من الاحتفال بهذا العيد طوال عمرها ".
من جانبه عبد الرحمن الجوهرى، قال الناشط السياسى ومنسق حركة كفاية بالإسكندرية : أن التكريم الحقيقى لأمات الشهداء هو محاسبة المسؤولين المتورطون فى سيل دماء أبنائهم من أول رئيس النظام وهو الرئيس محمد مرسى وحتى الوصول إلى الفاعل الحقيقى.