لأول مرة يختار البابا من خارج أوروربا ومن جماعة الرهبان "اليسوعيين" الأب وليم سيدهم: اختار اسمه نسبة للقديس فرانسيس الأسيزي نصير الفقراء
الأب رفيق جريش: البابا فرانسيس ميوله رعوية.. والحوار بين الأديان هو موقف كنسي
خرج "الدخان الأبيض"، مساء أمس (الأربعاء)، من كاتدرائية القديس بطرس بالفاتيكان، للإعلان عن اختيار رئيس أساقفة العاصمة الأرجنتينة "بيونس ايريس"، الكاردينال "رجيو ماريو بيرجوليو" اليسوعي المنتمي لجماعة الرهبان اليسوعيين (الجيزويت)، والذي اختار اسم البابا "فرانسيس الأول" ليكون البابا ال266 الذي يجلس على كرسي القديس بطرس في روما. وهو أول بابا من أمريكا اللاتينية، فهو أرجنتيني من أصول إيطالية، بعد يوم واحد من "العزلة الاختيارية" التي دخل فيها مجمع الكادرلة للكنيسة الكاثوليكية، وهي من المرات التي تم فيها اختيار بابا الفاتيكان في وقت قليل.
الراهب المصري الأب وليم سيدهم اليسوعي المنتمي لنفس الرهبنة التي جاء منها بابا الفاتيكان قال ل"الدستور الأصلي" إنه لأول مرة "يتم اختيار بابا من دول العالم الثالث ومن خارج أوروبا"، مضيفا "البابا من أمريكا اللاتينية التي يوجد بها 40% من أتباع الكنيسة الكاثوليكية في العالم، وكان مرشحا للبابوية عقب وفاة البابا يوحنا بولس الثاني مع البابا بنيديكتوس، لكنه رفض الترشيح وقتها".
سيدهم ابن فكرة "لاهوت التحرير"، -التي قادها مجموعة من الرهبان اليسوعيين في دول أمريكا اللاتينية لمساعدة الشعوب على التخلص من الحكم العسكري الديكتاتوري- أضاف أن "البابا الجديد متواضع ويهتم بشئون الفقراء، ويتضح من اختياره اسم فرانسيس نسبة للقديس فرانسيس الأسيزي، نصير الفقراء الذي عاش في قرية أسيزا في إيطاليا وكان غنيا وترك أمواله من أجل الفقراء الذين عاش معهم"، وتابع "والبابا الجديد قال بعد اختياره: إنه يسعى لخدمة الفقراء، ولم يعطي البركة للشعب بل طلب أن يأخذها منهم، ويصلوا لكي يعطيه الله النعمة والبركة لخدمتهم".
وليم أوضح أن البابا فرانسيس ينتمي لجماعة تصنف بإنها "محافظة" -على حد قوله- تدعى منظمة "تواصل وتحرير"، وهي غير جماعة "لاهوت التحرير"، لافتا إلى أنه ينتمي لنفس مدرسة رئيس أساقفة السلفادور الراحل في ثمانينيات القرن الماضي "أوسكار روميرو"، الذي كان محافظا لكن ظروف الحكم العسكري في سلفادور جعلته ينحاز للفقراء والثوار وكانت النتيجة قتله أثناء صلاة القداس داخل الكنيسة.
وأوضح سيدهم أن البابا "ممن يسعون لأجل الفقراء وفي هذا تلاقي مع لاهوت التحرير، ربما لا يستخدم نفس الآليات لكن الهدف واحد، وهو جاء بعد إعلان مجمع العقيدة الايمانية بباريس في يوليو الماضي بالإعتراف بلاهوت التحرير".
المتحدث الإعلامي باسم الكنيسة الكاثوليكية في مصر الأب رفيق جريش قال ل"الدستور الأصلي"، إن البابا فرانسيس "لم يعش في القصر الأسقفي في الأرجنتين بل كان يعيش في شقة عادية ورفض أن يكون لديه سيارة خاصة بل كان يركب المواصلات العامة، وهو محافظ ضد زواج المثليين وإجراء الإجهاض".
وبخصوص ما نشر عنه في بعض المواقع الإلكترونية أنه قام باختطاف شخصين، قال رفيق "حقيقي أن أحد الأشخاص قام برفع قضية عليه في السبعينيات، لكنه لم يكمل وانسحب منها بهذا الشأن، أما المعلومات عن اختطافه لأشخاص فهي غير صحيحية"، وبخصوص الحوار بين الأديان قال "هو موقف كنسي للكنيسة الكاثوليكية منذ مجمع الفاتيكان الثاني عام 1965، وكل بابا للكنيسة مسؤول عن تواصل الحوار لكن البابا الجديد ميوله رعوية بالأكثر، وكان عضو لأكثر من مجلس في الفاتيكان".