«لسنا بلطجية»، شعار رفعه معتصمو ميدان التحرير الذين انتفضوا بعد أن هاجمتهم احدى الصحف الحكومية التي قالت أن التحرير يقع تحت يد البلطجية، ونست أن معتصمي التحرير على كل اختلافاتهم وتنوع المستويات الثقافية والاجتماعية بينهم، يعتصمون من أجل دماء شهداء سقطت دون محاسبة، وشباب مازالوا خلف السجون، وعدالة اجتماعية وحرية ينادون بها منذ قيام الثورة لم يتحققا حتى الآن. «التحرير» التقت بعدد من معتصمي التحرير الذين مر على اعتصامهم شهور منذ بدء الاعتصام في الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، نوفمبر الماضي. «ثوار التحرير ليسوا بلطجية»، هكذا قال شعبان عطية، ممثل مسرحي في مسرح الدولة، وصحفي متوقف حالياً عن العمل، يقول شعبان «نظام الإخوان الحاكم مثل نظام مبارك، لا يختلف عنه في شيء، يتهم من يخالفه الرأي بالبلطجة، ولو كان هناك بلطجي واحد في التحرير فالحكومة هي التي دسته بين المعتصمين والثوار، وذلك بغرض تشويه صورة الميدان والثوار». أما مصطفى محمود طالب بهندسة كمبيوتر فقال "أنا معتصم في ميدان التحرير منذ بداية الاعتصام في الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود من أجل المطالبة بالقصاص لدماء شهداء الثورة، لكن القتل مازال مستمرا والشهداء لازالوا يتساقطون ولا رحيل من ميدان التحرير إلا برحيل نظام مرسي من الحكم لأنه نظام فقد الشرعية وحنث بوعده وقسمه الذي أقسمه في ميدان التحرير". ومن الإسكندرية وبالتحديد حي العصافرة قدم المهندس علاء الإسكندراني، يعتصم في ميدان التحرير منذ أحداث محمد محمود الثانية، الذي قال للتحرير " كاذب من يدعي أن البلطجية يسيطرون على ميدان التحرير، فالمعتصمون إذا وجدوا بلطجي واحد يقوموا بترحيله من الميدان على الفور". المهندس علاء اصطحب جريدة التحرير صوب إحدى خيام المعتصمين، يحتجزون بها شخص ضمن هؤلاء الذين قامت إحدى الجرائد القومية بتصوريهم ووضعت أسفل الصورة كلمة " بلطجية التحرير".
التحرير ذهبت صوب الخيمة وجدنا شابا في العشرينات من عمره موثوق بحبل من قدميه وذراعيه، يجلس ممدداً على الأرض، الشاب الذي أمسك به الثوار من على بوابة المتحف المصري، يُدعى أسامة من حي دار السلام، كان يقف عند بوابة التحرير و يقوم بفرض " إيتاوة " على أصحاب السيارات - الذين يعبرون بسياراتهم من ميدان التحرير- مقابل " ركن " السيارة أو المرور. يقول أسامة والذي كان يعمل " مبلط سيراميك "، " أنا قدمت ميدان التحرير بعد توقفي عن العمل، وعلمت أن هناك أشخاص يذهبون إلى الميدان " لتقليب رزقهم " - على حد قوله- ، لذلك قدمت ووقفت على إحدى مداخل الميدان أفرض إيتاوة على أصحاب السيارات "، مضيفا " لم تكن لي علاقة بمعتصمي الميدان، فلو علموا ما أفعله سوف يطردوني من الميدان، لذلك كنت أنأى بنفسي بعيدا عنهم حتى وجدوا صورتي في الجريدة الحكومية وبعدها أمسكوا بي وقاموا باحتجازي داخل هذه الخيمة، أما بقية الأشخاص الذين كانوا معي ففروا من الميدان ولم يستطع المعتصمون الإمساك بهم". المهندس علاء الإسكندراني أكد أن المعتصمين لا يحملون سلاحا ولا يفرضون إيتاوات على المواطنين ولا يقومون بأي أعمال بلطجة كما نشرت الجريدة القومية، وأنهم يقومون بطرد أي بلطجي من الميدان أو يتحتجزونه مثلما حدث مع أسامة إلى أن يتفق المعتصمون ما هو الفعل الأنسب، مضيفاً " نحن لسنا مثل الداخلية، لا نضرب البلطجية ولا نعتدي عليهم، نحتجزهم إلى أن نتفق على قرار موحد، لكن الأزمة تكمن في إلى أي جهة سوف نقوم بتسليم هؤلاء البلطجية، هل نقوم بتسليمهم إلى الشرطة التي تطلقهم بين المعتصمين لتشويه صورة الميدان والثوار". من جانبه قال محمد الشرقاوي طالب بكلية الحقوق، وأحد معتصمي الميدان " أعتصم في الميدان ليس بلطجة ولا فراغ كما تدعي بعض الصحف الحكومية التي غيرت ولائها من نظام مبارك إلى ولائها لنظام الإخوان، وطبيعي أن تصعد الجرائد الحكومية حدة هجومها ضد التحرير مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية".
المعتصمون في التحرير أكدوا أنهم لن يرحلوا من الميدان ولن يفضوا الاعتصام إلا بعد رحيل الإخوان من الحكم.