بعد تأكيدات الرئيس الروسي دميتري ميدفيديف على مواصلة مكافحة الإرهاب، وتوعد رئيس وزرائه فلاديمير بوتين من وقفوا وراء تفجيري مترو موسكو بالإبادة، اقترح الرئيس الروسي دراسة إمكانية إدخال تعديلات على الإجراءات القضائية المتعلقة بالجرائم الإرهابية. وفي الوقت ذاته صرح بوتين بأن العثور على مدبري التفجيرين اللذين استهدفا محطتين من محطات مترو الأنفاق في موسكو يعتبر قضية شرف بالنسبة لأجهزة الأمن والداخلية الروسية. إذ قال في اجتماع يتعلق بأمن المواصلات إن منظمي الأعمال الإرهابية ومعاونيهم قد "اختبأوا في القاع". وأضاف أن مسألة "البحث عنهم وإخراجهم من قاع المجاري" أصبحت قضية شرف بالنسبة للأجهزة الأمنية، على حد تعبيره. تصريحات الرئيس الروسي ورئيس وزرائه تلقى تفسيرات متعددة ومختلفة. فهناك من يرى فيها بداية حملة عسكرية روسية جديدة في جمهوريات القوقاز الروسية، وهناك من يعتبرها إشارة لحملة ضد القوقازيين والملونين، والسلمين عموما، في روسيا. غير أن خبراء أكدوا أن ميدفيديف أمر بمراعاة حقوق جميع مواطني روسيا الاتحادية أثناء تنفيذ الإجراءات المشددة لمكافحة الإرهاب. ووصفوا ذلك بالضمانة الأكيدة لعدم الاعتداء على حريات المواطنين. يذكر أن التفجيرين اللذين وقعا في محطتي "لوبيانكا" و"بارك كولتوري" في موسكو أسفرا إلى الآن عن مقتل 39 شخصا وجرح 87 آخرين. وأعلنت لجنة التحقيقات أنه تم تحديد هوية حوالي 30 من بين الضحايا. على هذه الخلفية أعلنت السلطات الروسية عن يوم حداد في العاصمة موسكو على أرواح الضحايا، وأدت الكنائس ودور العبادة الأخرى الصلوات على أرواحهم، وظهرت اللوحات التذكارية في مكاني الانفجارين. هذا في الوقت الذي بدأت فيه أصابع الاتهام تشير نحو القوقاز والجماعات الإرهابية هناك، بينما اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوى خارجية بتدبير الانفجارين، محذرا من المنطقة الخالية بين أفغانستان وباكستان والتي تستخدم لإعداد وتجهيز الكوادر الإرهابية.