الحكومة أخذتها المفاجأة بشعبية البرادعي وبدأت الآن تطوير استراتيجية لاحتواء الحراك السياسي النظام لا يملك ما يدين البرادعي الشجاع وغير قادر علي تلويثه باتهامات الفساد البرادعى قالت دورية «فورين أفيرز» الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي إن المصريين يبحثون عن بطل علي عكس تصريحات الرئيس حسني مبارك بأن المصريين ليسوا بحاجة إلي بطل قومي، مضيفة أنه ليس من المثير للاستغراب ألا يري مبارك رغبات وآمال المجتمع السياسية بدقة. متابعة أنه تقدم في السن ومعزول وغير متواصل مع الشعب منذ فترة. وأكدت الدورية أن المصريين بحاجة لبطل حقيقي وليس مزيفا من القادة الذين لا يتمتعون بالمصداقية. وأوضحت المجلة أن كثيراً من المصريين منجذبون للبرادعي الذي يرتدي نظارة طبية ويبدو أن لديه الشجاعة للدفاع عن معتقداته. وقالت المجلة إن شجاعة البرادعي قد تنتهي إلي إنجاز ليس بالكبير، لكنه في النهاية تمكن من فضح النظام، وخرافاته وفقدانه للشرعية. وقالت المجلة في مقال كتبه ستيفن كوك، المتخصص في شئون الشرق الأوسط بعنوان «بطل مصر؟..محمد البرادعي وفرصة الإصلاح»، إن الطريقة السياسية المصرية أنتجت نظاما يبدو وكأنه يمنع التغيير. فنظام مبارك أثبت قدرة علي التلاؤم مع الضغوط الداخلية والخارجية وغير قابل لإجراء تغييرات سياسية. لكن المجلة قالت إن الأسابيع الستة الماضية شهدت تطورين من شأنهما التأثير بقوة في منحي السياسة المصرية. مشيرة إلي خضوع الرئيس لعملية جراحية في عمر يكون الناس فيه عرضة للموت المفاجئ أو عدم الشفاء من حالات المرض العادية أو التجاوب مع العلاجات. كما أن بقاءه لمدة طويلة نسبيا في ألمانيا للعلاج جعلت المصريين يتساءلون عما إذا كان سيعود للترشح للانتخابات الرئاسية في 2011 وعمن يحكم البلاد، ناهيك عن مسألة الخلافة التي يدور الحديث عنها منذ نحو عقد من الزمان. لكن المجلة أشارت إلي أن الدلائل المعلنة تشير إلي أن مبارك ينوي توريث السلطة لنجله جمال. وقالت المجلة إن البرادعي تجاوب مع مؤيديه بإعلان إمكانية ترشحه للانتخابات الرئاسية، مشيرة إلي زيادة عدد المؤيدين له عبر الفيس بوك الذين بلغوا حوالي 82 ألفا مقارنة بستة آلاف مؤيد لجمال مبارك علي صفحته علي الفيس بوك. وتابعت المجلة أن التغطية الإعلامية ساهمت في زيادة شعبية البرادعي. واستبعدت المجلة أن يلاقي البرادعي نفس المصير الذي لقيه أيمن نور المرشح للانتخابات الرئاسية السابقة، أو المعارض المصري سعد الدين إبراهيم؛ اللذين تمكن النظام من إقصائهما عبر الادعاء الكاذب والتهم الملفقة. وأوضحت المجلة أن نقطة ضعف البرادعي المزعومة هي نقطة قوته، مشيرة إلي فترة غيابه الطويلة عن البلاد علي رأس وكالة الطاقة الذرية تعني أن النظام لا يملك ما يدينه وغير قادر علي تلويثه باتهامات الفساد، أو ارتكاب المخالفات الانتخابية، أو المغالطة المالية، او تحريض الإسلاميين. أو أن يكون أداة في يد الولاياتالمتحدة. لكن النظام وبحسب المجلة يدرك صعوبة تهميش البرادعي، رغم محاولة تقليل أهميته. وتابعت المجلة أن مبارك ومستشاريه قد يسمحوا للبرادعي بالتنظيم وحشد الجماهير وربما خوض انتخابات الرئاسة، مما قد يساعد النظام بشكل مهم لإظهار أن مصر تجري إصلاحاً سياسياً بدليل خوض مرشح له مصداقيته الانتخابات. لكن تلاعب النظام المصري بالانتخابات الرئاسية في هذه الحالة قد يكون مغامرة خطيرة إذا ما تمكن البرادعي من حصد الشعبية، مما يمثل تجربة خطيرة للنظام المصري كتجربة الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو الماضي. واختتمت المجلة بالقول إن البرادعي إذا كان لديه فرصة في تعزيز الإصلاح السياسي في مصر فإن صناع السياسات في أمريكا سيقدمون له خدمة بعدم التدخل في دفع عملية الإصلاح.