يعاني «كريم بنزيما» نجم هجوم منتخب فرنسا من مطاردة شبح زين الدين زيدان النجم الفرنسي الأسطوري المعتزل مع كل إخفاق له مع المنتخب الفرنسي، وكل صيام عن التهديف بقميص «الديوك». وجاءت هزيمة فرنسا من ألمانيا 2-1 يوم 6 فبراير الحالي بباريس وظهور«بنزيما» بمستوى متواضع لا سيما إضاعته لفرصة ثمينة أمام مرمى ألمانيا ليواصل الفرنسيون عقد المقارنة الدائمة بينه و بين زيدان فهم يرون في كريم بنزيما زيدانا آخر و لذا فهو مطالب بتحقيق ما حققه زيدان من نتائج باهرة لفرنسا على رأسها الفوز بكأس العالم للمرة الأولى و الأخيرة في تاريخها في 1998 و الفوز ببطولة أوروبا للأمم عام 2000. فالفرنسيون لا يستطيعون التفريق بين بنزيما وزيدان فالاثنين من أصول جزائرية والاثنين لعبا في ريال مدريد والاثنين يملكان مهارات فردية عالية ويتشابهان في التكوين الجسماني القوي والطول الفارع، فلم لا يحقق بنزيما إذن نفس إنجازات زيدان؟. وتمثل هذه المقارنة عبئا نفسيا كبيرا على بنزيما خاصة بعد أن فشل في هز شباك الألمان في مبارتهما الودية الدولية الأخيرة لتحقق ألمانيا الفوز على فرنسا للمرة الأولى منذ ربع قرن من الزمان و في عقر دارها في استاد فرنسا الدولي بباريس.
ويتساءل الخبراء والجماهير عما إذا كان بنزيما يصلح لشغل مركز رأس حربة المنتخب الفرنسي بعد أن صام عن التهديف لمدة 839 دقيقة فآخر هدفين سجلهما بنزيما كانا في 5 يونيو 2012 عندما فازت فرنسا على أستونيا 4 صفر في مباراة ودية.. فالبعض يرى أنه من الأفضل للمنتخب الفرنسي أن يلعب بنزيما يمين أو يسار رأس الحربة في حين يرى البعض الآخر أنه من الأفضل أن يلعب تحت رأس الحربة و ليس في مركز رأس الحربة الصريح.وأمام صيام بنزيما«25 عاما» عن التهديف تساءلت مجلة «فرانس فوتبول» عن إصرار المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشو على الاعتماد عليه كرأس حربة في حين تساءل بعض النقاد عما إذا كان من المحظور جلوس بن زيما على دكة الاحتياطي أو استبعاده من صفوف المنتخب بعد تراجع مستواه دوليا و محليا . فبنزيما يمر بفترة تراجع واضح في المستوى مع ريال مدريد لدرجة أن جانب من الصحافة الأسبانية بدأت هي الأخرى تتساءل عن حصيلته مع ريال مدريد بعد أن فقد النادي الملكي الأمل في الفوز بالدوري هذا الموسم بعد تفوق برشلونة المنافس العنيد بعدد كبير من النقاط . فبنظرة سريعة على حصيلة بنزيما مع ريال مدريد سنجد أنه لم يسجل سوى ثلاثة أهداف فقط في 5 مباريات شارك فيها في بطولة الأندية الأوروبية في حين لم تزد أهدافه في الدوري المحلي هذا الموسم عن 5 أهداف في 9 مباريات شارك فيها من إجمالي 19 مباراة لعبها ريال مدريد و هذا يعني أنه جلس على دكة البدلاء نصف مباريات الدوري الأسباني .فجماهير ريال مدريد ألقت على بن زيما بمسئولية عدم نجاح فريقها في تحقيق الفوز على برشلونة في مباراة ذهاب نصف النهائي لكأس الملك بعد أن أضاع بن زيما عدة فرص محققة ليكتفي الريال بالتعادل الإيجابي على أرضه 1-1 . كما حملته أيضا هزيمة الريال في الدوري المحلي 1- صفر من نادي غرناطة لإهداره العديد من الفرص السهلة أمام المرمى . ومن جانبها بدأت الصحافة الفرنسية هي الأخرى متابعة حصيلة بن زيما مع المنتخب الفرنسي فبن زيما لم يسجل سوى 15 هدفا فقط للمنتخب الفرنسي في 55 مباراة دولية منذ عام 2007 و هي نسبة تهديف ضعيفة وضعته في المرتبة التاسعة عشرة على قائمة هدافي فرنسا . كما أن متوسط معدل تهديفه بقميص المنتخب الفرنسي لم يزد عن 27ر0 هدفا في المباراة . كما كشف استطلاع للرأي العام أجرته صحيفة «ليكيب» الفرنسية عقب هزيمة فرنسا الأخيرة من ألمانيا عن أن 78 في المائة من الجماهير الفرنسية ضد بقاء بنزيما في المنتخب الفرنسي في حين أيدت نسبة 19 في المائة بقائه فيما رفضت نسبة 3 في المائة التعليق .و أمام الانتقادات التي تنهال على بنزيما في فرنسا و أسبانيا وقف المدير الفني للمنتخب الفرنسي ديدييه ديشون مدافعا عن بنزيما بعد الانتقادات اللاذعة التي طالته عقب الهزيمة من ألمانيا . يرى ديشون أنه على الرغم من أن بنزيما لم ينجح في هز شباك ألمانيا ليصوم بذلك عن التهديف للديوك للمباراة العاشرة على التوالي إلا أن اعتبر أن بنزيما كان له الكثير من الإيجابيات في المباراة سواء بالتحرك بدون كرة أو التمرير لزملائه أو الضغط على الخصم . و أضاف ديشون أن كل مهاجم يمر بفترة صيام تهديفي مؤكدا أنه لو تمكن بن زيما من تسجيل هدف واحد فقط في المباراة القادمة لانفتحت بعد ذلك شباك المنافسين أمام مهاراته و قدراته الهائلة . و ترى فرانس فوتبول أن ديشون ليس أمامه سوى مساندة بن زيما بكل ما أوتي من قوة و العمل على رفع روحه المعنوية لاحتياجه الشديد له في التصفيات الأوروبية المؤهلة لكأس العالم 2014 بالبرازيل . فالمنتخب الفرنسي سيلعب مبارتين مهمتين خلال مارس القادم في تصفيات كأس العالم في عقر داره بباريس . المباراة الأولى أمام جورجيا في 22 مارس و الثانية أمام أسبانيا بطلة العالم في 26 مارس . و لن يكون أمام المنتخب الفرنسي سوى تحقيق نتائج إيجابية في هاتين المبارتين إذا أراد الحصول على إحدى بطاقتي التأهل في مجموعته نظرا لقوة الفريقين عندما يخرج لملاقتهما في عقد دارهما . و يبقى السؤال و هو هل سيحقق بنزيما أمنيات مدربه ديشون بتسجيل الهدف المنشود لتنفتح أمامه شباك الخصوم أم أنه سيظل صائما عن التهديف ليجد ديشون نفسه مضطرا لاجلاسه على دكة البدلاء أو استبعاده عن صفوف المنتخب ؟ .