بات المنتخب الفرنسي في خطر.. ويواجه الآن شبح الخروج المهين والمبكر من مونديال كأس العالم.. يملك الديوك الزرقاء حاليا نقطة واحدة من لقاءين.. وتأهله إلي دور الستة عشر يحتاج إلي معجزة ومعادلة صعبة تتمثل في فوزه علي جنوب افريقيا في الجولة الأخيرة بالإضافة إلي فوز أي من المكسيك أو أوروجواي علي الآخر. لم تكن البداية السيئة والدرامية لفرنسا متوقعة لأكثر المتشائمين لمنتخب حاز الوصافة في النسخة الأخيرة.. وما حدث للديوك الزرقاء يتحمل مسئوليته في المقام الأول ريمون دومينيك المدير الفني الذي ارتكب كما كبيرا من الأخطاء أدت في نهاية المطاف إلي فقدان فرنسا5 نقاط ودخولها المنافسات بأداء فني سييء ومتواضع. وعندما اختار ريمون دومينيك قائمة الديوك الزرقاء في المونديال أهمل ضم عناصر مميزة يمتلكون مزيجا من الخبرة والشباب ممن يتفوقون علي اسماء اختارها.. ففي خط الهجوم أهمل المدير الفني ضم كريم بن زيمة'22 عاما' مهاجم ريال مدريد الإسباني بالرغم من أن بنزيمة شارك بقوة في آخر6 مباريات للفريق المدريدي في الليجا الإسبانية وسجل أكثر من هدف وكان مبرره عدم جاهزية المهاجم للانضمام إلي كتيبة المونديال.. وفي خط الوسط أهمل ضم باتريك فييرا34 عاما القائد السابق للديوك الزرقاء بالرغم من مشاركته القوية مع مانشستر سيتي الإنجليزي في الأشهر الأربعة الأخيرة للدوري الإنجليزي, واستعادته لحساسية المباريات ويضاف إلي ذلك امتلاكه خبرات هائلة من خلال ارتداء قميص المنتخب ل10 أعوام متصلة ونال أيضا سمير نصري 23 عاما لاعب وسط أرسنال الإنجليزي اهمال ريمون دومينيك بالرغم من تفوقه فنيا علي عناصر في الوسط يتقدمهم أليوديارا.. وفاجأ أيضا المدير الفني لفرنسا الإعلام باستبعاده لاساناديارا24 عاما محور ارتكاز ريال مدريد الإسباني. وغاب عن حساباته أفضل مدافع فرنسي علي الاطلاق في الملاعب الأوروبية وهو فيليب مكسيس'28 عاما' مدافع روما الإيطالي والحائز لقب أفضل قلب دفاع في الدوري الإيطالي خلال المواسم الثلاثة الماضية.. وغياب الخماسي كريم بن زيمة وسمير نصري وفيليب مكسيس ولاساناديارا وباتريك فييرا كان له تأثيرا علي قوة المنتخب الفرنسي خاصة ان الأخير خلال لقاءيه أمام أوروجواي والمكسيك أفتقد للدفاع القوي والوسط المبدع والهجوم الفعال تغيير مفاجيء في مراكز اللاعبين واحداث تغييرات في التشكيل الفرنسي قتل الانسجام تماما للديوك الزرقاء في المونديال في أول مواجهتين له.. وأقدم ريمون دومينيك علي تغييرات مفاجئة لم تكن متوقعة عند بدء المونديال.. أثرت علي انسجام المنتخب وكذلك خطورته.. ففي لقاء أوروجواي الافتتاحي فاجأ المدير الفني لاعبيه أنفسهم باحداث تغيير غير مبرر باستبعاده لجناحه الأيسر فلورين مالودا من التشكيل الأساسي بالرغم من خبرته وكفاءته وتقديمه موسما مميزا مع تشيلسي الإنجليزي وحول فرانك ريبيري من جناح أيمن إلي لاعب وسط أيسر واستغني عن خدمات الهداف التاريخي تييري هنري ووضعه علي دكة البدلاء بالرغم من قدرته علي اللعب كجناح أيسر بعد خروج فلورين مالودا من التشكيل الأساسي بجانب اجادته اللعب في مركز رأس الحربة.. وغاب الانسجام تماما عن منتخب فرنسا خاصة في الجانب الهجومي وخرج متعادلا. وفي لقائه الثاني تكررت نفس الأخطاء وكانت البداية باشراك اريك ابيدال الظهير الأيسر في مركز المساك رغم عدم قدرته علي اللعب به وفشله في تنفيذه مع برشلونة الإسباني فأثر ذلك سلبيا أمام سرعات مهاجمي المكسيك.. وأفقد دومينيك وسط الملعب همزة الوصل بين الهجوم والوسط من خلال ابعاد يوان جوركوف صانع الألعاب الموهوب عن التشكيل ولم يحصل بالتبعية أي من نيكولا انيلكا أو بييرجانياك علي فرص للتهديف واعتمد علي فرانك ريبيري كصانع ألعاب رغم اجادته في المساحات. خطأ آخر ارتكبه ريمون دومينيك خلال إدارته لمباراتي فرنسا سواء مع أوروجواي أو المكسيك ويتمثل في عدم اجادته ايقاف خطورة مصادر الخطورة لدي المنافس ففي لقائه الأول صال وجال دييجو فورلان رأس حربة أوروجواي دون هز الشباك كيفما شاء وحاز لقب نجم المباراة وهدد مرمي هوجو لوريس حارس الديوك في أكثر من مناسبة.. وظل فورلان يتحرك بحرية في الملعب دون أدني ظهور حقيقي لمدرب فرنسا لمواجهته وايقافه.. وفي اللقاء الثاني كان جيوفاني دوس سانتوس هو الورقة الرابحة للمكسيك وصاحب التمريرات المباشرة لصناعة الفرص.. والتهديد أيضا للمرمي دون رقابة.. ولم يعالج دومينيك كذلك عنصرا سلبيا وهو وقوف مدافعيه في خط واحد مما سهل من مهمة اختراق المكسيك لدفاعات فرنسا وتهديد المرمي عدة مرات ويحسب علي ريمون دومينيك في نفس الإطار عدم تأهيل لاعبيه ممن عانوا أزمات شخصية وكروية ليكونوا جاهزين للمونديال.. ووضح ذلك جليا في المستوي المتواضع الذي ظهروا به في افتتاحية الديوك الزرقاء للمونديال.. فشل المدير الفني الفرنسي في تجهيز فرانك ريبيري صانع ألعابه المتورط في فضيحة أخلاقية للبداية في المونديال وظهر بمستوي فني متواضع للغاية لا يتناسب مع قدراته وإمكاناته. ولم يكن اللاعبون أصحاب المستقبل الكروي المجهول عقب دخولهم في خلافات مع أنديتهم علي نفس القدر من الجاهزية الفنية وتحديدا اريك ابيدال وتييري هنري ثنائي برشلونة الإسباني اللذين تلقيا قرارا من مدربهما جوسيب جواردلا بالبحث عن ناد جديد.. كذلك جيرمي تولالان محور ارتكاز أوليمبيك ليون الذي دخل في خلافات مع إدارة ناديه من أجل اتمام صفقة انتقاله إلي يوفنتوس الإيطالي ولم تظهر بصمة حقيقية لريمون دومينيك في إصلاح حال لاعبيه خاصة ابيدال وتولالان وريبيري الذين ظهروا بمستوي متواضع للغاية.. ومن أخطاء ريمون دومينيك الدخول في حرب عدائية مبكرة مع خليفته لوران بلان المدير الفني المنتظر لمنتخب فرنسا والمقرر له تولي المسئولية بعد نهاية المونديال. دومينيك أقدم علي قرارات تعارضت مع تصريحات بلان حول مستقبل المنتخب الفرنسي وارتدي ثوب العداء والندية في نفس الوقت.. فقبل بداية المونديال أكد لوران بلان ان الورقة الرابحة لفرنسا ستكون تييري هنري زميل الملاعب السابق الذي وصفه بلان بالهداف القدير الذي يبحث عن ختام مونديال عظيم له مثلما فعل زين الدين زيدان في مونديال ألمانيا2006.. وعلي الفور كان لدومينيك رأي آخر تمثل في استبعاد تييري هنري من التشكيل الأساسي.. وعندما اشاد بلان بيوان جوركوف صانع الألعاب واعتبره أفضل لاعبي فرنسا في مباراة أوروجواي عان جوركوف من استبعاد غير مبرر في اللقاء الثاني للديوك أمام المكسيك. وما ارتكبه ريمون دومينيك من أخطاء في لقاءين فقط أطاح ب90% من فرص فرنسا في مواصلة المشوار المونديالي الذي يتوقف الآن عند الفوز علي جنوب افريقيا وفوز أي من المكسيك أو أوروجواي علي الآخر في الجولة الثالثة.