ووضع جدول زمني للتفاوض مع رام الله نتنياهو أثارت زيارة نتنياهو الأخيرة لواشنطن حالة من الغضب داخل الأوساط الإسرائيلية بسبب ما أسمته تلك الأوساط بالمعاملة السيئة من قبل أوباما لنتنياهو خلال الزيارة،وطالب عشرات النواب بالكنيست الائتلاف الحاكم برئاسة نتنياهو الأخير بمعارضة تقديم مبادرات "حسن نية" جديدة للفلسطينيين لإستئناف المفاوضات معهم كما تطالب الإدارة الأمريكية . ودعا النواب الإسرائيليون في عريضة لهم حكومة تل أبيب برفض المطالب الأمريكية وعلى رأسها تجميد الإاستيطان بالقدس والالتزام بذلك خطيا والموافقة على إطار زمني لإنهاء المفاوضات مع السلطة الفلسطينية وتسوية كل قضايا الحل الدائم. في الوقت نفسه عقد نتنياهو جلسة حكومية مساء أمس لمناقشة زيارته الأخيرة للولايات المتحدة وهي الجلسة التي شهدت تصريحات من بعض مسئولي تل أبيب أكدوا فيها استمرار الإستيطان بالقدس وكان على رأسهم إيلي يشاي وزير الداخلية الذي أعلن أن القدس هي "عاصمة الشعب اليهودي الأبدية" مؤكدا أنه يفخر بكونه الوزير صاحب الصلاحية للتصديق على بناء آلاف الوحدات الإستسطانية في المدينة، وذلك في رفض واضح لمطالب الأمريكية بوقف الإستطيان. كما أكد نير بركات رئيس بلدية القدس على أهمية مواصلة تهويد المدينة معتبرا أن الإستيطان فيها أهم من البناء في أي مكان آخر، معبرا عن دعمه الكبير لنتنياهو بسبب محافظته على القدس أثناء زيارته واشنطن مضيفا انه برغم ان الولاياتالمتحدة دولة الحليفة ومهمة إلا أن الإستيطان في القدس أهم ،كذلك أعلن سلفان شالوم نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي أن نتنياهو يملك صلاحية مواصلة البناء في القدس من الشعب اليهودي بكل أجياله قائلا خلال الجلسة : في حال تراجعنا عن موقفنا حيال القدس سنخسر كل شيء، في المقابل انتقد عمير بيرتس نائب المعارضة الإسرائيلية رفض تل أبيب الأستجابة للمطالب الأمريكية واصفا الحكومة ب" حكومة التكييف" موضحا أن أعضائها يجلسون في مكاتبهم يستمتعون بأجهزة التبريد والتدفئة بدلا من الخروج للشوارع احتجاجا على سياسة نتنياهو الإستيطانية والتي ستودي بتل أبيب للهايوة حسب وصفه ، داعيا إلى الموافقة على مطالب واشنطن . في سياق متصل، شنت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها اليوم هجوما على حكومة نتنياهو ووصفتها بالخطيرة وذكرت نتنياهو بأن واقع القدس مختلف عن تل أبيب وبقية مدن إسرائيل والعالم وبأن المجتمع الدولي لم يعترف يوما بضم القدسالشرقية لافتة إلى أن سياسة فرض الحقائق على الأرض بخلاف اتفاقات أوسلو تتناقض مع مفاوضات نزيهة ومع الحاجة لتعزيز قوة أوساط فلسطينية معتدلة كشركاء في تسوية مستقبلية. ورأت الصحيفة العبرية أن الإستيطان في القدس يوضع على كفة واحدة في الميزان مقابل مستقبل إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية آمنة ، قائلة أن معاندة واشنطن والعالم تضر بجهود كبح إيران واصفة حكومة نتنياهو بأنها "الأكثر تطرفا وخطرا في تاريخ إسرائيل".