حالة من الغضب سيطرت على الجهاز الفنى وأفراد بعثة المنتخب فى إسبانيا بسبب تصرفات عصام الحضرى حارس مرمى المنتخب الوطنى، وقيامه بإعلان اعتزاله الدولى عقب المباراة مباشرة، بعد خروجه من التشكيل الأساسى للمباراة، واعتماد المدرب الأمريكى على الدفع بالحارس شريف إكرامى بدلًا منه، وهو ما جعله يخرج عن شعوره معلنًا رفضه ما يقوم به الجهاز الفنى ويتَّخذ قرار اعتزال اللعب دوليًّا فى واقعة لم تحدث من قبل.
ورغم أن الحضرى من المفترض أن يكون قدوة للجميع، لأنه قائد الفراعنة فى الفترة الأخيرة، فإنه رفض دعوة الجهاز الفنى واللاعبين لحضور حفل عشاء مع السفير المصرى أيمن زين العابدين، بصحبة جميع أعضاء بعثة المنتخب.
ولم يهتم الحضرى بالتأثير السلبى لما قام به على العناصر صغيرة السن مع الوضع فى الاعتبار أنه وصل إلى عامه ال40، ويجب منح فرصة للجهاز الفنى فى تجهيز البديل المناسب، ولم تكن هذه المرة الأولى التى يحدث فيها مثل هذه التصرفات من الحارس فى عهد برادلى، بعد أن تكرر نفس الأمر فى مباراة البرازيل، لولا تدخّل زكى عبد الفتاح لتهدئة ثورة غضبه.
والسؤال الذى فرض نفسه بقوة: هل يبادر اتحاد الكرة بتوقيع عقوبات على الحارس بعد تصرفه المسىء للبعثة المصرية أم سيمر الأمر مرور الكرام دون أن يوقّع عقوبات على الحضرى؟ رغم تصرفاته التى هزَّت سمعة مصر أمام العالم بعد أن اهتم فقط بإعلان اعتزاله دوليًّا دون الاهتمام بتداعيات ماذا سيحدث بعد ذلك رغم الدفاع غير المبرر من جانب أحمد مجاهد عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة ورئيس البعثة، الذى لم يقدر على التصرف مع موقف الحارس بعد رفضه حضور دعوة السفير ودافع بمبررات غير منطقية عن الحارس المخضرم ووجهة نظره، وهو ما يؤكد الموقف الضعيف والهش المنتظر من جانب اتحاد الكرة بعد حالة الوهن الواضحة التى ظهرت فى تصريحات أحمد مجاهد.
وكان الحضرى قد أكد أن قراره قرار نهائى ولن يتراجع عنه، وقال «إذا كنتم تريدون أن تعرفوا لماذا يحدث هذا للحضرى، فابحثوا عن أسباب عدم انضمام أحمد حسن ومحمد شوقى وعماد متعب وعمرو زكى».
واللافت للنظر حالة المشكلات الكثيرة التى يعيشها أعضاء الجهاز الفنى فى ظل حالة الغليان فى العلاقة بينهم، والتى تبدو على السطح غير ذلك أمام الجميع، لدرجة أن البعض يحاول أن يقلِّل من الآخر فى كل شىء سواء فى الأمور الفنية أو الإدارية.
واتحاد الكرة لا يزال يكتفى بدور المتفرج فى كل هذا الكم الهائل من المشكلات التى يعانى منها المنتخب.
ولذلك لم يكن غريبًا أن يتم استبعاد نجوم مصر الذين حصلوا على 3 بطولات أمم إفريقية من المنتخب تحت قيادة برادلى وجهازه المعاون مع الوضع فى الاعتبار حجم المشكلات التى توجد فى المنتخب.