«المسيح في الإسلام» مشروع فيلم سينمائي للمخرج الأردني «محمد عزيزية» يتناول فيه المسيح عليه السلام والسيدة «مريم» العذراء من واقع ما ذكر في القرآن الكريم ولكن لا تزال العراقيل تحول دون خروج الفيلم للنور.. المخرج عثر علي شركة إنتاج خارج الحدود العربية تحمست للفيلم ولكن الكنيسة المصرية وعلي رأسها «البابا شنودة» ترفض المبدأ وتعتبره ضربة قاصمة للوحدة الوطنية.. سبق أن أنتج تليفزيون B.B.C البريطاني فيلماً تسجيلياً عن المسيح في الإسلام احتجت أيضاً الكنيسة علي عرضه في مصر ومراعاة لخاطر الكنيسة المصرية استجابت مصر وقبل أيام قليلة أشارت جريدة «الوفد» - علي لسان المخرج «عزيزية» - إلي أن البابا اتصل بالرئيس السوري «بشار الأسد» رافضاً تصوير الفيلم هناك عندما علم أن المخرج بدأ في اختيار مواقع تاريخية في سوريا ترسم ملامح تلك الفترة الزمنية؟! لماذا يرفض البابا أن يقدم المسيح في القرآن؟ لأن المسيح في الإنجيل يختلف بالطبع عن الإسلام المسيح عند الأرثوذكس ابن الله بينما هو نبي في الإسلام.. إذا اتفقنا علي مبدأ أن يقدم الأقباط فيلم «المسيح» الذي أعد له بالفعل «فايز غالي» السيناريو ويخرجه «أحمد ماهر» وهو فيلم مصري يقدم رحلة العائلة المقدسة إلي مصر فإن «فايز» استند إلي الإنجيل برؤية أرثوذكسية وباركت الكنيسة السيناريو وعلي رأسها البابا وعلي هذا بدأ تنفيذ الفيلم مستنداً إلي الضوء الأخضر الذي منحته له الكنيسة.. أكد «فايز» أكثر من مرة أن الإمام الأكبر الراحل الشيخ «سيد طنطاوي» بارك السيناريو ولهذا لا أدري ما التخوف الذي يؤرق الكنيسة المصرية فلقد عرض قبل ست سنوات فيلم «آلام المسيح» لميل جيبسون الذي يتناول تعذيب وصلب السيد المسيح من وجهة نظر الكنيسة الكاثوليكية فهو عند الكاثوليك له طبيعتان ابن الله وابن الإنسان أي أن له طبيعة إلهية وبشرية وهو أيضاً ما يتناقض مع الإسلام بل الأرثوذكس الذين يرون أن له طبيعة إلهية فقط.. واقعة الصلب والتعذيب كما قدمها الفيلم تتعارض مباشرة مع آيات صريحة في القرآن ورغم ذلك فلم يعترض الأزهر ولا الرقابة بل إن عدداً من مشاهدي الفيلم من النساء المحجبات كن يشكلن الأغلبية في دور العرض.. لم تقم ثورة في البلد أو شاهدنا مظاهرات تطالب بمصادرة الفيلم.. المسلمون الذين ذهبوا إلي الكنيسة العذراء لرؤية تجلي السيدة «مريم» عددهم يفوق الأقباط.. ما هو مشترك حتي علي المستوي العقائدي اللاهوتي بين المسلمين والأقباط أكبر بكثير من الخلاف.. أتصور أن فيلم «المسيح في القرآن» من الممكن أن يلعب دوراً إيجابياً في نبذ الطائفية التي سكنت قلوب البعض من المسلمين والأقباط ليدرك الجميع تلك المكانة للمسيح والسيدة العذراء في القرآن.. أتمني أن يراجع البابا موقفه من أجل الأقباط قبل المسلمين!!