سادت حالة من الاستياء بين المواطنين بسبب الاختناقات المرورية التي وصلت إلي الشلل التام في الشوارع والمنافذ الرئيسية المؤدية إلي ميدان الجيزة، فقد سيطرت حالة من الغضب علي المواطنين الذين أصيبوا بالإحباط بسبب المعاناة اليومية في المواصلات التي أصبحت أشبه بوصلة تعذيب للمواطنين بصفة يومية ومستمرة. ففي شارع فيصل قد تستغرق المسافة من ميدان الرماية إلي ميدان الجيزة ما يقرب من ساعتين رغم وعود المسئولين بأن أزمة شارعي فيصل والهرم سوف تنتهي بعد التعديلات التي أجريت في ميدان الرماية، ولكن مازال الوضع كما هو عليه ولم يتغير كثيرًا بل تحول من سيئ إلي أسوأ ولكن وعود المسئولين ورجال المرور تجددت مرة أخري بأن الأزمة سوف تزول في شارع الهرم بعد انتهاء أعمال التجديدات والأنفاق الخاصة بالمشاة في ميدان الجيزة، بالإضافة إلي وجود السيارات التي تقف بصورة دائمة علي جانبي شارع فيصل والتي تتسبب في تعطيل حركة المرور. ولم تقتصر الاختناقات المرورية في الجيزة بل أصابت منطقة وسط البلد ووصلت إلي الشلل التام، الأمر الذي أصاب الكثير بحالة من الغضب والاستياء ووصفوا هذه المشكلة بأنها تتسبب في تأخيرهم عن العمل، فضلاً عن إصابة الجميع بحالة نفسية سيئة بعد انتظارهم ساعات طويلة في وسيلة مواصلات، ويقول طومان أبو النور -أحد سكان منطقة الهرم- إنني أعمل في منطقة الدقي وأستيقظ من الساعة السادسة صباحًا حتي أذهب إلي عملي في الساعة التاسعة، فقد تستغرق المسافة من محطة مشعل إلي الدقي أكثر من ساعتين بسبب الشلل المروري في مناطق الطالبية ونصر الدين وميدان الجيزة، أما حسن عوض- سائق ميكروباص- فيقول إنني أضطر إلي عدم العمل في ساعات الذروة بسبب الشلل المروري، فقد تستغرق المسافة من الهرم إلي إمبابة عدة ساعات، والظاهر للجميع أن رجال المرور أصبحوا غير مهتمين بمشاكل المواطنين وتسيير حركة المرور، بل أصبح همهم الأول والأخير هو عمل الأكمنة من أجل تحرير المخالفات لابتزاز السائقين وإجبارهم علي دفع غرامات وهذا ما يفعله أمناء الشرطة الذين يقفون في الميادين الرئيسية، أما علي عيد -صاحب سيارة ملاكي- فيقول إن الطرق في القاهرة الكبري تصيب الإنسان باليأس، فقد تجد الطرق في منطقة الجيزة بها السيارات تقف علي جانبي الطريق، بالإضافة إلي عدم وجود قيادات المرور في الشارع بصفة مستمرة، الأمر الذي يجعل المرتع خصبًا أمام أمناء الشرطة في جمع التراخيص من السائقين لإجبارهم علي دفع الرشاوي. ومن جانبه قال اللواء كامل ياسين - مدير الإدارة العامة لمرور الجيزة- إن شكاوي المواطنين بوجود اختناقات تصل إلي الشلل في شارعي الهرم وفيصل كلام مبالغ فيه، لكنه توجد اختناقات قليلة، وذلك بسبب الكثافة السكانية في هذه المناطق، بالإضافة إلي سير المشاة في منطقتي نصر الدين والطالبية. ويضيف ياسين: تقوم الإدارة العامة لمرور الجيزة بمتابعة الشوارع الرئيسية والميادين العامة، فعلي سبيل المثال يوجد في شارع فيصل العديد من الأوناش التي تتحرك بصفة مستمرة من أجل رفع السيارات التي تكون مخالفة، أما إذا كانت حركة تسيير السيارات بطيئة فهذا بسبب ضيق هذين الشارعين مما لا يتناسب مع الكثافة السكانية فيهما