صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية خصصت افتتاحيتها صباح الأربعاء للتعليق على خبر إعادة محاكمة الرئيس المخلوع وقالت فيها الأخبار الأحدث من القاهرة هي أن الرئيس المخلوع مبارك سيخضع إلى محاكمة من جديد على كلا من التهم التي حصل على البراءة وهي تهم الفساد وأيضا تهم قتل المتظاهرين التي تمت إدانته فيها. إعادة المحاكمة تم تحديدها بسرعة وبشكل غريب وفقا لمعايير إجراءات العدالة الغربية. الصحيفة الإسرائيلية ترى أنه لا شيء واضح عن ذلك لا أحد يستطيع تفسير بثقة ما حدث، وأن هذا يمكن أن يكون انتصارا قانونيا لمبارك. في نفس الوقت، قد تكون خطوة أخرى لصرف الجمهور عن المشاكل اليومية والتي لا يمكن إنكارها من وأوجه القصور في الإدارة الجديدةن بحسب الصحيفة التفسير الأخير هو الأكثر احتمالا.
القضاء المصري كان غير منفصل أبدا عن تلاعب الحكومة وليس من المرجح الآن أن يتغير شيئا، فنظام الإخوان المسلمين خنق تماما المؤسسة القضائية من خلال إعلان الحصانة الرئيس.
جيروزاليم بوست اعتبرت أن محاكمة مبارك الأولى كانت تحمل كل العلامات الدالة على أنها محاكمة صورية، تخدم أغراض دعائية للحكام، والاحتمالات هي أننا في محاكمة صورية أخرى أكثر ترفيها للجماهير كما أنها عديمة الفائدة. سيتم إلقاء مصر مرة أخرى إلى صدمة عامين مضوا، والقادة الجدد ربما يأملون أن هذا سوف يخفف الضغط عليهم.
المجتمع الدولي لا يبدو أنه يهتم. على الرغم من أن قادة العالم سبق وكرموا مبارك إلا أنهم تغيروا فجأة، ووصفوه بالطاغية وابتهجوا بثورات الربيع العربي، الصحيفة ترى أن الحقيقة هي أن مبارك لم يكن نموذجا للديمقراطية، ولكنه لم يكن أسوأ الحكام المستبدين في الشرق الأوسط.
الصحيفة الإسرائيلية أشارت إلى أن مرسي الذي وضع نفسه رسميا فوق القانون شهد أيضا قتل متظاهرين على مسمعه وبصره. وقد تطور ما يسمى بالربيع العربي إلى شيء يجلب المتاعب للعالم الحر بشدة ولا يجب تجاهله ولا يجب أيضا وضعه خارج جدول الأعمال العالمي. الصحيفة ترى أن ليس مصير مبارك هو المهم الآن ولكن القرارات المطاطة للقضاة، ففي جميع الاحتمالات هناك تواطؤ بين الإخوان المسلمين والمؤسسة العسكرية في مصر، التي مازالت عاملا لا يستهان به حتى إذا تمت التضحية بصفوفه الأولى.
جيروزاليم بوست تابعت القول إن الثورة لم تغير ما كان خاطئا في مصر. حيث أنه تحت حكم مبارك، القضاة كانوا يخضعون لرغبته وأوامره. وتحت حكم مرسي ودستوره الجديد مازالوا يخضعون للأوامر أيضا من الأعلى. وأشارت إلى أنه لم يتم تعريف الديمقراطية من خلال حشود يصرخون في الشوارع، كما أنه لا يمكن أن تعرف الديمقراطية من خلال الانتخابات موضحة أن العديد من طغاة وصلوا إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع. الديمقراطية هي مركب أكثر تعقيدا، ويتضمن الصحافة الحرة، وحرية الرأي التعبير و قبل كل شيء القضاء المستقل.
أنهت الصحيفة الإسرائيلية افتتاحيتها بالقول إن إدارة أوباما والاتحاد الأوروبي يبدو أنهم تجاهلوا كل هذا لاحتضان مرسي، كما أن «إعادة محاكمة مبارك تشكل تذكيرا آخر بأن لدينا سبب للقلق».