أمين إسكندر: تعيين عضو بالوطني شيخًا للأزهر معناه «تأميم للمشيخة» لصالح النظام الحاكم أمين أسكندر تواصلت حالة الجدل بين المهتمين بالشأن العام في مصر في أعقاب صدور قرار من الرئيس مبارك بتعيين الدكتور أحمد الطيب شيخًا للأزهر رغم عضويته بالمكتب السياسي للحزب الوطني الحاكم. فقد أشار ضياء رشوان - الخبير بمركز الدراسات السياسية بالأهرام - إلي أن الفترة القادمة هي التي ستظهر مدي استقلالية شيخ الأزهر في أداء عمله وأن هناك العديد من القضايا السياسة والدينية ستكون كاشفة لمدي استقلالية أحمد الطيب عن السلطة السياسية. وقال رشوان: إن الأمر يمكن أن يكون معكوسًا إذ إن تعيين أحمد الطيب في المكتب السياسي للحزب الوطني حدث فيما يبدو من أجل منح الحزب الوطني شرعية وجود عالم دين وهو فيما يبدو لم يكن يتحرك ولا يحضر اجتماعات الحزب. ولفت رشوان إلي أن القضايا المطروحة علي المجتمع خلال الفترة المقبلة ستكون هي الفيصل في تحديد مدي استقلالية شيخ الأزهر الجديد. من جانبه، اعتبر الدكتور جهاد عودة - أستاذ العلوم السياسية وعضو أمانة السياسات بالحزب الوطني - أن مؤسسة الأزهر هي جزء من الدولة ولا يجوز أن يكون شيخ الأزهر مستقلاً عن الدولة قائلاً: «لو أنتوا ضد الدولة يبقي ده موضوع تاني». وأضاف عودة أن شيخ الأزهر دوره هو إحياء الوسطية المصرية وهو رجل تعلم في الخارج وعالم جليل قائلاً: «هو رجل كامل الأوصاف». ونفي عودة أن يكون قد أشار إلي أن تعيين شيخ الأزهر غير دستوري لافتًا إلي أنه يري أن تعيينه أمر دستوري والقانون لا يمنع أن يكون شيخ الأزهر عضوًا في أي حزب سياسي. أما أمين إسكندر - وكيل مؤسسي حزب الكرامة - فقد شن هجومًا حادًا علي قرار تعيين أحد أعضاء المكتب السياسي للحزب الوطني شيخًا للأزهر، لافتًا إلي أن هذا الأمر محاولة لتشبيك الخيوط علي حد قوله، مضيفًا: «شيخ الأزهر موقع لابد أن يكون مستقلاً عن الحزب الوطني وعن كل القوي السياسية وإذا كانت الدولة ترفض أن يكون موقع شيخ الأزهر عن طريق الانتخاب فإن الحد الأدني أن يكون مستقلاً عن كل التيارات والأحزاب». ولفت إسكندر إلي أن قرار تعيين أحمد الطيب شيخًا للأزهر معناه الفعلي «تأميم مشيخة الأزهر» لصالح الحزب الحاكم، مشيرًا إلي أن قضايا مثل الخصخصة والتسوية السياسية مع إسرائيل والديمقراطية ونزاهة الانتخابات كلها قضايا ستكون كاشفة لمدي ارتباط شيخ الأزهر الجديد بالسلطة. وأبدي إسكندر اعتقاده بأن موقف الشيخ الجديد من هذه القضايا سيكون معبرًا عن وجهة نظر الدولة أولاً وأخيرًا متسائلاً: «هل سيعلن أحمد الطيب تأييده للرئيس مبارك إذا قام بترشيح نفسه في الانتخابات المقبلة أم لا؟!