رمم المجلس الأعلي للآثار معبد موسي بن ميمون، الفيلسوف الإسلامي، تلميذ ابن الأفلح، والعاكف علي دراسة ابن رشد، الدارس في جامعة القرويين بالمغرب، طبيب صلاح الدين الأيوبي، المولود بالأندلس، والمدفون في المحروسة: أبو عمران موسي بن ميمون عبيد الله. يهودي الديانة، عربي اللسان، إسلامي الانتماء حين كان الانتماء إلي الدولة الإسلامية، مترامية الأطراف، ليس له أدني علاقة بالاعتقاد الديني. فالدولة الإسلامية كانت دولة تضم كل الديانات، وموسي بن ميمون، تماما كالطبيب جبريل بن بختيشوع والفيلسوف حنين بن إسحاق المسيحيين، وابن المقفع ذي الأصل المجوسي، وغيرهم من أصحاب الديانات غير الإسلامية مثل الملاحدة والجبرية والقدرية، جميعهم نتاج لهذه الدولة، وعلومهم ثمرة جامعاتها، وشهرتهم وتألقهم كانا بفضل الفرص التي أعطتها إياهم. وكما نقول عن ناعوم تشومسكي، وهو من أسرة يهودية، لأصول روسية، ملحد العقيدة، اشتراكي التوجه، بأنه مفكر أمريكي، فهؤلاء جميعهم علماء وفلاسفة إسلاميون. ما علاقة إسرائيل بموسي بن ميمون؟ إيه إسرائيل الفسلة دي أساسا؟ وكيف يجول بخاطر المجلس الأعلي للآثار أن يدعو السفير الإسرائيلي في حفل افتتاح المعبد؟ ولا أحد يذكرني بأنهم تراجعوا، فبيان تراجعهم عن إقامة الاحتفالات أسوأ من دعوتهم إليه، إذ أعزي المجلس الأعلي للآثار إلغاء الاحتفال للأسباب التالية: 1- أن اليهود شربوا مشروبات روحية في المعبد، وقالوا أنا جدع. 2- أن إسرائيل تعتدي علي المقدسات الإسلامية في فلسطين. وأكد البيان أن ترميم المعبد رسالة تسامح من مصر إلي العالم! حد يقول لي أرد علي العشوائيات دي إزاي؟ هذا المعبد أثر مصري. يخص المصريين. وترميمه نفع لهم، وإهماله كإهمال أي أثر آخر. ما دخل التسامح الديني بالأمر؟ ومع من نتسامح حين نرمم أثرا فرعونيا؟ ولماذا تتم دعوة يهود العالم والسفير الإسرائيلي للاحتفال بترميم أثر مصري؟ هل يدعي مسلمو العالم لحضور افتتاح مسجد في أوروبا؟ أو ترميم أثر إسلامي في إسبانيا؟ هل ندعو نحن مسلمي العالم للاحتفال بترميم أي مسجد مصري؟ لا وإيه؟ قررنا معاقبة اليهود والكيان الصهيوني بإلغاء الاحتفال. ده إيه الفتوح ده كله يا دكتور حواس؟ ما دخل يهود العالم بما تفعله إسرائيل؟ وما دخل إسرائيل بالمشروبات الروحية التي شربها اليهود؟ وما دخل يهود العالم وإسرائيل بمعبد ابن ميمون؟ مين اللي جاب القلعة جنب البحر؟ وعلي سيرة التسامح الديني، يا أخي سبحان الله، المعبد يرمم منذ فترة ولم نسمع عن الجماهير الغفيرة التي تتدفق لحرق وضرب وتكسير ممتلكات كل من يسول له خياله المريض تصليح السيفون في حمام أي كنيسة، وتتم الاعتداءات تحت إشراف الشرطة التي تستحث الناس بعد صلاة الجمعة: روحوا انصروا دينكم. يشهد بذلك كل من المعتدي والضحية في كل حادث طائفي، ولم نسمع عن ضابط أو أمين شرطة عوقب لإثارة المسلمين ضد المسيحيين. بل إن النظام يدعي أن المسلمين متطرفون، والمسيحيين استفزازيون وعملاء أمريكا. ولذلك، فنحن نحتاج وبشدة إلي قانون الطوارئ، لأن الشعب ابن... أين ذهب هؤلاء المتطرفون طوال فترة ترميم المعبد؟ أم أنهم متطرفون تابعون لخدمة شرطة ديليفري؟