في خطابه التاريخي في القاهرة عام 2009، وضع الرئيس الأمريكي باراك أوباما رؤية لعهد جديد من التعاون والدعم الثابت للديمقراطية في الشرق الأوسط، وإعادة ترتيب الأولويات، ووعد ب«بداية جديدة» مع العالم الإسلامي، لكن صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية تقول في تقريرها إنه على الرغم من أن أوباما قام بسحب القوات الأمريكية من العراق وفق الموعد الذي حدده، فإن الكثير من وعوده ذهبت أدراج الرياح. وتابعت الصحيفة: «أن التغيير الجذري في الشرق الأوسط سيظل مستحوذا على قدر كبير من الطاقة الدبلوماسية الأمريكية والاهتمام من واشنطن على مدار الأعوام المقبلة»، مشيرة إلى أن الإسلاميين الذين تخوفت منهم الولاياتالمتحدة كثيرا تمكنوا من السلطة غبر انتخابات حرة في مصر وتونس، وهم الآن يقاتلون النظام العلماني في سوريا.
وتقول «المونيتور» إن صعود جماعة الإخوان المسلمين في مصر يمثل الخطر بالنسبة إلى هذه البداية الجديد للولايات المتحدة في المنطقة، حيث تم انتخاب مرسي في انتخابات حرة، لكن الدستور الجديد مليء بالعناصر المثيرة للقلق فيما يتعلق بالحريات الشخصية وحقوق الأقليات.
وأضافت الصحيفة أن اقتصاد البلد تدهور بشكل حاد بسبب الاضطرابات السياسية خلال العامين الماضيين، وتمثل الاشتباكات التي وقعت بين أنصار مرسي ومعارضيه في نوفمبر أحدث الحلقات التي تذكر بأن الاستقرار القائم على الاستبداد الذي صنعه مبارك، تم استبداله بشيء هلامي يصعب التنبؤ به.
وتقول إن الكثير من الليبراليين والعلمانيين في مصر الذين استمعوا بتقدير لخطاب أوباما في القاهرة، يعتقدون الآن أنه يدعم الإخوان مع سعي الجماعة لبسط سلطتها ونفوذها على البلاد. وتلفت «المونيتور» إلى أنه في العام القادم والذي يليه، سيكون على أوباما أن يوازن بين انتقاده لقمع حكومة مرسي للحريات المدنية في مواجهة رغبة واشنطن في الاحتفاظ بتعاون القاهرة في احتواء حركة حماس في غزة.
أحد هذه الوعود التي لم تتحقق هي إغلاق سجن جوانتانامو العسكري، وتحقيق تقدم في عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتنمية الاقتصادية في أفغانستان التي من المقرر أن ينهي أوباما الحرب بها بحلول نهاية عام 2014.
وتضيف أنه بعد سنوات من كلمته بدأ أوباما بدايته الجديدة التي لم تأت بإرادته، وإنما جاءت من شخص لم يتصوره، جاءت من محمد البوعزيزي الذي أضرم النيران في نفسه في تونس في ديسمبر 2010 وهو ما أحدث التغيير الأشد في سياسات الشرق الأوسط منذ الستينيات، موضحة أن أحداث العام الماضي في مصر وسوريا وتونس وليبيا خلقت واقعًا جديدًا مختلفًا تمامًا يتعين على أوباما التعامل معه في ولايته الثانية.