وصف الدكتور مصطفى حجازي -المستشار السياسي للرئيس المؤقت عدلي منصور- الحالة الحالية في سيناء بأنها "أشبه بحرب استنزاف قصيرة ضد من يريد أن يحول مصر إلى دولة فاشلة"، رابطا بين اعتصامي أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة وأحداث سيناء. وأضاف حجازي -خلال حوار له بجريدة الشرق الأوسط اللندنية- أن الإخوان المسلمين يعتصمون في الزمان وليس المكان؛ موضحا: "في هذه اللحظة تريد جماعة الإخوان المسلمين أن تبقى ممسكة بهده اللحظة، وأن ترهن هذا البلد وأن تربك حركته"، معربا عن أمله في أن يغلبوا المنطق ويشاركوا في العملية السياسية الحالية، وأن يخرجوا ليس من رابعة العدوية إلى بيوتهم، ولكن من رابعة العدوية إلى المستقبل، على حد قوله. وتابع: "يجب أن يلتحقوا بهذا الشعب كجزء من المجتمع، وجزء من العملية السياسية وصناعة الدستور، فهم لهم مقعد، مكتوب هكذا من لجنة الخمسين، عليهم أن يتقدموا مثلهم مثل التيار الليبرالي، طلبنا منهم أن يحضروا في إطار تشكيل العدالة الانتقالية ورفضوا الحضور، وأنا تحدثت معهم بنفسي، ونتمنى أن يعودوا في أي مرحلة من مراحل المرحلة الانتقالية، فمكانهم محفوظ فيها". واستطرد: "هي جماعة عاشت 80 عاما على ثنائية اسمها المظلومية والكفاءة التي لم تجرب، أي أنها جماعة مظلومة ومضطهدة، وأنها جماعة لديها كفاءات كبيرة لكنها لم تُعط الفرصة، وفي سنة واحدة بدا أنها جماعة ليست مظلومة ولا مضطهدة وإنما جماعة مستبدة، وعلى الجانب الآخر، وهو الأخطر، أنهم ليس لديهم كفاءة من أي نوع". وأردف: "في تقديري أن طريقة تفكيرهم لم تختلف على مدار سنة أو أكثر، والآن أصبح لها أسباب أكبر، هم يفكرون عادة بغريزة البقاء، والفكر دائما أن كل من هو خارج أسوار التنظيم هو عدو لهم، الإخوان يعرفون أن بقاءهم في خطر، وهذا أمر مقطوع به، على عكس العام الماضي، لم يكن بقاؤهم في خطر، بالعكس هم الذين تسببوا في هذه النهاية لأنفسهم". وعن استمرار الإخوان في رفضهم للحوار وهل ستمضي المرحلة الانتقالية دون مشاركتهم أم لا، قال مستشار الرئيٍس: "لا أتمنى ذلك، لكن على المستوى التطبيقي والعملي وارد، فهناك فصيل يريد أن ينفصل عن بقية المجتمع، هذا شأنه هناك قطاعات في أمريكا منفصلة تماما عن بقية المجتمع، توجد مجتمعات تحيا هكذا لكن هي ليست الصورة الأمثل". وأكد حجازي أن ما يحدث في ميداني النهضة ورابعة العدوية هو الظهير السياسي والتنظيمي لكل الذي يحدث في سيناء، مضيفا: "عندما قيل إن الشعب المصري ضد الإرهاب يوم 26 يوليو نحن نقصد هذا المعنى المراد، وقضية أننا لسنا بصدد بقعتي اعتصام، وتجمع وحينما تنتهي يكون الأمر منتهيا، لا نحن لدينا مسار أو معركة ممتدة أشبه بحرب استنزاف قصيرة ضد من يريد أن يحول مصر إلى دولة فاشلة".