أ ش أ قال وليام بيرنز -مساعد وزير الخارجية الأمريكية- إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وجون كيري -وزير الخارجية الأمريكية- طلبا منه الحضور إلى مصر للاستماع للأصوات المصرية بشكل مباشر، وتوضيح مواقف الولاياتالمتحدة بوضوح وكيف يمكن لها تقديم المساعدة لمصر. وأوضح بيرنز -في مؤتمر له اليوم (الإثنين) بمقر السفارة الأمريكية بالقاهرة- أن لقاءاته خلال زيارته لمصر تشمل طيفا واسعا من المصريين؛ سواء من الحكومة الانتقالية أو القوات المسلحة، وكذلك ممثّلين عن الأحزاب السياسية ونشطاء المجتمع المدني ورموز دينيين ورجال أعمال. وأكد أن الولاياتالمتحدة مستمرة في التزامها العميق بالنجاح الديمقراطي والرخاء في مصر، لافتا النظر إلى أن الولاياتالمتحدة تريد مصر قوية ومستقرة وديمقراطية وشاملة ومتسامحة، مضيفا: "هذه هي مصر التي يستحقّها المصريون، والتي تستطيع أن تقود باقي المنطقة لمستقبل أفضل كما فعلت من قبل". وأردف: "المصريون فقط هم الذين يستطيعون تحديد مستقبلهم"، لافتا النظر إلى أنهم يُدركون أن المصريين هم الذين يجب أن يحفروا طريقهم في اتجاه الديمقراطية، متابعا: "نحن نعلم أن هذا الطريق ليس طريقنا؛ فنحن لا نسعى لفرض نموذجنا على مصر، لكن ما ستفعله الولاياتالمتحدة هو أنها ستقف خلف المبادئ الأساسية المحددة، وليس خلف أشخاص أو أحزاب معينين. وعن المرحلة الانتقالية التي تشهدها مصر، أوضح بيرنز أنه بالرغم من مشاعر القلق التي لدى أمريكا من الأحداث التي تمّت على مدار الأسابيع القليلة الماضية؛ فإنهم يؤمنون أن المرحلة الانتقالية بمثابة فرصة ثانية تأتي بعد ثورة 25 يناير؛ لخلق دولة ديمقراطية تحافظ على حقوق الإنسان ودور القانون وتسمح بالرخاء الاقتصادي لمواطنيها. وأعرب عن إيمانه بأن المصريين يتفهّمون أن الأولوية هي لإنهاء العنف والتحريض والانتقام، والبدء في حوار جاد بين جميع الأطراف وكل الأحزاب السياسية، لافتا النظر إلى أن هذا الحوار سيُساعد في استعادة الهدوء بحيث يستطيع المصريون العودة لحياتهم ونشاطهم العادي دون خوف. وأدان بيرنز العنف في التظاهرات والهجمات على قوات الأمن بسيناء وكذلك العنف الطائفي، مطالبا قوات الأمن بأقصى درجات ضبط النفس، ومؤيّدي الرئيس السابق محمد مرسي بأن يلتزموا السلمية في تظاهراتهم. وطالب بأن تكون الحكومة في مصر شاملة لكل الأطياف، مشيرا إلى أن أمريكا طلبت من القوات المسلحة تجنّب إلقاء القبض على أي شخص لأسباب سياسية. واختتم مساعد وزير الخارجية الأمريكي قائلا: "هناك فرصة ثانية لمصر لتجديد اقتصادها بعد فترة لم يتمّ فيها تلبية احتياجات كثيرة للشعب المصري، ونأمل في أن تستغلّ الحكومة الانتقالية هذه الفرصة، وأن يتم منحها السلطة لاتخاذ القرارات الجادة، ولإيجاد فرص عمل واستعادة الحركة في الصناعة والإنتاج والسياحة، وتنمية الصناعات الصغيرة، وجذب الاستثمارات الأجنبية والمصرية"، مؤكّدا أن أمريكا تساند تبنّي الإصلاحات التي ستؤدي لتوقيع اتفاق صندوق النقد الدولي.