أنا هاحكي لكم على مشكلة يمكن ماحدش يحس إنها مزعجة بس بجد هي مسببة لي تعب جامد في حياتي اليومية، وهي القلق، أنا على طول باقلق وباحس إن فيه حاجة وحشة هتحصل لي أو هتحصل لحد من عيلتي، وعلى طول أول ما أحس بحالة القلق بتنزل عليّ حالة من الاكتئاب بتخليني مش قادرة أعمل أي حاجة ولا قادرة أتعامل مع الناس، وحالة القلق دي بتزيد عليّ بالليل، والموضوع ده زاد عندي أكتر لما بابايا اتوفى، وبعدين بقيت أعمل حاجات مش طبيعية يعنى مثلا أوقّع الناس في بعضها يعني ممكن أوصل اتنين إلى إنهم يتخانقوا. وكمان أنا ساعات باعمل حاجات مش عايزة أعملها يعنى ممكن أكون بحب حد من أصحابي بس أقول له كلام يضايقه، وأرجع أندم.. حاسة إن حياتي متلخبطة، أنا أصلا أسلوبي مش موصلني إني أحكي كل اللي جوايا، بس بجد حاولوا تساعدوني في إني أبطل قلق وأحس إن الحياة حلوة، وممكن تتعاش من غير قلق. الخائفة من قال إن ما تشعرين به أمر لن نشعر بأنه مزعج؟ فهناك أمراض شهيرة جداً في المجال النفسي من أشهرها "القلق" فنسبة وجوده بين البشر تتضاعف يوماً بعد يوم، وأنواع القلق كثيرة؛ منها القلق العام والقلق المختلط باكتئاب والقلق المثلي وغيره الكثير، وحتى نتمكن سوياً من تشخيص وقوعك في مرض القلق المرضي أم لا فأقول لك: إن هناك شرطا أساسيا فارقا بين القلق الطبيعي والقلق المرضي، وهو أن مريض القلق تتأثر حياته وواجباته التي يجب أن يقوم بها بسبب هذا القلق، فلا يستطيع أن يقوم بما يجب عليه فعله كدراسة أو عمل أو... إلخ، وكذلك حدد التشخيص النفسي للقلق المرضي بأنه هناك مجموعة من الأعراض لو توافر منها ثلاثة أعراض أو أكثر وتستمر لمدة لا تقل عن 6 أشهر ولا تشعرين بها إلا أثناء نوبة القلق الليلية فهي حالة قلق مرضي وستحتاج لتدخل طبي فوري حتى لا تتطور لنوبات فزع أو اكتئاب جسيم أو غيره لا قدر الله، وهي كالتالي: 1- توتر في عضلات الجسم. 2- صعوبة التركيز. 3- الشعور بعدم الاستقرار معظم الوقت. 4- الشعور بالإجهاد والتعب. 5- سهولة الغضب والاستثارة. 6- اضطراب النوم. وتلك الأعراض لو وجدت بشروطها التي أوضحتها ستحتاجين للتواصل مع طبيب نفسي ليقوم معك بالعلاج على ثلاثة أوجه؛ الوجه الأول: دوائي وفيه يتم أخذ جرعات محددة للأدوية التي تسمى بالأدوية "المُطَمْئِنة" وهي مضادة للقلق والاكتئاب وتخفف من حدته كثيراً. والثاني: علاج معرفي وفيه يتم مناقشة أمور تسبب لك القلق من وجهة نظرك؛ حتى يتبين لك حقيقة الأمر وتصِلِي فيها مع طبيبك لقناعة بعدم وجوب القلق منها وسيحدث ذلك من خلال جلسات مع طبيبك تعدل معلوماتك ومعرفتك بأمور كونت عنها معلومات ومعرفة خاطئة. والثالث: علاج سلوكي حيث يتم تزويدك ببعض التدريبات والسلوكيات التي تمكّنك من السيطرة على القلق والنجاح في تخفيف حدته وهو ما سأحدثك عنه بشيء من التفصيل لتقومي به مع نفسك كعلاج ذاتي لو تبين لك أنك لم تصِلِي لدرجة القلق المرضي ومنها: * مناقشة أفكارك حول القلق تجاه نفسك والآخرين؛ بأن تتذكري أن الله سبحانه هو الحافظ، وأن قدر الله سبحانه نافذ، وعلينا أن نأخذ بما علّمنا سبحانه على لسان رسوله الكريم ما يحفظ الإنسان من المكروه وتواظبي عليه فمثلا: من قال صباحاً بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا السماء وهو السميع العليم لم يضره شيء أبداً حتى يمسي وكذلك في المساء، وهناك بعض الأدعية التي لا أذكر نصها تماماً تحفظ المنزل، وهكذا. * "التخيل" بمعنى أن تتصوري مشهدا من المشاهد التي تخافين حدوثها بشكل تدريجي جداً حتى لا تتوتري وتضعي لنفسك سيناريو تقومين به تجاهه، بحيث تتخيلين فيه هدوئك وتصرفك الرصين ومعالجة الأمر بأفضل الطرق، وهذا لن يحدث مرة واحدة، ولكن كلما وجدت نفسك غير قادرة على تحمل الموقف أوقفي التخيل، وتذكري أمراً يفرحك أو يسبب لك الراحة ثم عودي بعده مرة أخرى بتدرج، وهكذا حتى تتمكني بمرور الوقت من مواجهة الموقف تماماً. * تعلمي تدريبا أو أكثر من تدريبات الاسترخاء العضلي والتنفسي؛ وهو تدريب هام جداً، ويمكّن الشخص بتكراره -وأقول تكراره على الأقل لمدة 3 أشهر- من التحكم الكبير جداً في قلقه وضبط إيقاع جهازه العصبي، وأبسطها أخذ نفس عميق من الأنف مع شد عضلات جسدك، ثم إخراج النفَس من الفم وليس الأنف بهدوء شديد مع استرخاء عضلات الجسم، ويفضّل أن يكون هناك تدرج في شد وبسط العضلات بمعنى المرة الأولى يكون فيها شد الكفين فقط، والمرة الثانية الكفين وحتى الكوع، والثالثة الذراع، وهكذا فتمرني على عضلات الصدر ثم البطن والفخذ، وحتى تصِلِي لأصابع القدم، ويُعتبر هذا التدريب من التدريبات الهامة والمؤثرة بمرور الوقت على الانفعال والقلق عموماً. * المساحة الآمنة ونقصد بها أن تقومي بتدريب بسيط جداً لكنه مفيد جداً، وهو أن تقومي بتغميض عينيك والذهاب بخيالك لمكان تشعرين فيه بالأمان الشديد والراحة الشديدة وتستحضرين ذهابك له بتفصيل التفصيل، فتعيشين الذهاب من أول سيرك فيه واستمتاعك برائحة المكان ومشاهدة مناظره التي تحبينها وتسمعين ما يطربك فيه، وتعيشين إحساس الفرح والاستمتاع فيه بكل حواسك حتى تنسي كل ما حولك تماماً، وتقومين بهذا التدريب على الأقل لمدة 15 دقيقة مرتين أو ثلاثة في اليوم، وستجدين لهذا التدريب تأثيرا مذهلا عليك. * حافظي على علاقتك بالله سبحانه وتعالى وأذكار الصباح والمساء؛ فالصلاة تسبب الراحة النفسية وتساعد على تناغم الجهاز النفسي العصبي كما أثبتت معظم الدراسات. أتمنى لك راحة البال والبعد عن القلق قريباً بإذن الله. لو عايز تفضفض لنا دوس هنا