السلام عليكم.. أنا أبلغ من العمر 27 عاماً، أنا عندي مشكلة وعايزة أعرف: هل يجب الاهتمام بكلام الناس عند اختيار العريس؟!! أنا مترددة في قبول العريس فقط من أجل أولادي؛ فأنا متقدّم لي عريسان في نفس الوقت، ومطلوب مني الرد؛ الأول: حبيبي الذي يُحبه ويحترمه أهلي، لكنه لا يحمل مؤهلا عالياً إنما يحمل مؤهلا متوسطاً، ولكنه يعمل وراتبه معقول، لكن ظروفه متعثرة قليلاً، وهو يحبني بشدة.. أما الثاني فهو حقيقة إنسان محترم، ومتديّن ومركز مرموق جداً وثري جداً، ويرغب في أن يتزوجني أيضا، لكن لا أعرفه ولا يعرفني وأنا أخاف على مستقبل أولادي المادي، ولكن هل أضحي بسعادتي من أجلهم بغض النظر عني.. مَن أختار "هذا أحبه وهذا أريده" هل الأولوية للحبيب أم للمركز؟!! خاصة أن عائلتي تهتم جداً بمسألة الشهادات تلك.. أخاف على أهلي مِن أن يشمت بهم أحد، وأحياناً أحدّث نفسي أنني قد أنسى حبي مع الأيام، وأحياناً أشعر أنني لن أستطيع العيش مع غيره حتى وإن كنا نختلف أحياناً، ولكننا سرعان ما نعود لبعضنا.. ماذا أفعل خاصة أنه لا يوجد اعتراض من أهلي على أخلاق وسمات حبيبي الأول؟ مَن أختار؟ أشكركم... noha
عزيزتي: السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته، وكل عام وأنتِ بخير وصحة وسعادة، وفيما يتعلّق بمشكلتك، أجد أن كلام الناس تظهر أهميته من عدمها، على حسب الناس الذين تسمعين كلامهم، فلو كان الناس هؤلاء هم والداك وأخوتك، فعندها يكون كلامهم مهما جداً، وينبغي أن يحترم ويوضع في الاعتبار؛ لأنهم أقرب الناس إليك، وأكثر من يخاف عليك، ويحبك ويحب لك السعادة، ويتمنى لك الخير، وكلامهم يكون عن خبرة، وعن خوف على مستقبلك، ورغبة في أن تكوني أفضل الناس. أما إن كان الكلام من أناس لا تعرفينهم فيكون مهماً في حالة ما إذا كنت لا تعرفين العريس جيداً، وعندها تعرفين معلوماتك عن هذا الشخص عن طريق الأشخاص المحيطين به، من جيران، وأصدقاء وغيرهم، ويكون كلامهم مثار اهتمام، ولكن إن كنت تعرفين الشخص معرفة جيدة وتسمعين كلام الآخرين، فعندها قد يتسبب هذا الكلام في إثارة مشكلة بينك وبين هذا الشخص، وقد يكون هناك بعض المغرضين الذين يريدون الوقيعة بينك وبين هذا الشخص، وعندها عليك أن تكوني حريصة في استقاء المعلومة من هؤلاء الأشخاص والتأكد من صحتها من الشخص نفسه. وفيما يتعلّق باختيار العريس المناسب من أجل أبنائك، فهذا أمر واجب؛ لأنك لا تختارين شخصاً تعيشين معه لمدة يومين وينتهي الأمر، لا بل تختارين شخصاً ستعيشين ما تبقّى من عمرك المديد إن شاء الله معه، لهذا ينبغي أن تنظري لنفسك ولأبنائك فيما بعد؛ لأن الأبناء هم جزء لا يتجزّأ من هذا الشخص، ويحملون اسمه، فينبغي أن يكون شخصاً متديناً على خُلق ومحترم، وفيما يتعلق بالمستوى المادي فأعتقد أن المسألة تتوقف على الشخص نفسه، فقد يكون إنساناً بسيطاً، ولكن عنده طموح ولا يقبل أن يظل على حاله، ويريد أن يتقدّم، وهو بالفعل يفعل ما بوسعه، لكي يصبح شيئاً في المستقبل، تتباهين به ويتباهى به أبناؤه ويحقق لكم كل ما تتمنون. أما إن كان شخصا طموحا بالكلام فقط، أو غير طموح بالمرة فعندها عليكِ أن تعرفي أنك لن تأخذي منه سوى كلام فقط، دون أي فعل، وعندها يكون الابتعاد عنه غنيمة. لذا أنصحك بالاستمرار في صلاة الاستخارة، وفي الوقت نفسه أن تفكري بعقلك، وأن تستشيري من حولك، وأن تأخذي بنصيحتهم، وأن تجلسي مع نفسك جلسة صدق، وتنحّي مشاعرك جانباً، وأن تقارني بين الشخصين بعقلك فقط، وتسيري وراء ما سيحكم به العقل؛ لأنه بالتأكيد الحكم الصادق فإذا توافق قرار عقلك مع قرار أسرتك، أعتقد أنك لن تندمي في المستقبل إن شاء الله، واعلمي يا عزيزتي أنك لن تتزوجي إلا مَن كتبه الله نصيباً لك، فاختيارك سيكون لنصيبك إن شاء الله، وما يريده المولى "عز وجل" سيكون، لهذا لا تقلقي وتوكّلي على الله.