أ ش أ قال حمدين صباحي -مؤسس التيار الشعبي- إن مصر تملك كرد فعل ودفاع عن النفس ألا تسمح بمرور سفن الدول الممولة لمشروع سد النهضة الإثيوبي عبر قناة السويس؛ وذلك حتى تكف هذه الدول أيديها عن مصر. جاء ذلك خلال كلمة حمدين صباحي بمؤتمر التيار الشعبي الذي عقد بعنوان "الاندماج الوطني وإدارة التعددية الدينية" في اليوم (الخميس). وأضاف صباحي: "هذه اللحظة تستوجب مبادرة سريعة جادة لمعالجة الموقف"، مشيرا إلى أن بدء إثيوبيا في تنفيد بناء سد النهضة سببه تجاهل المجلس العسكري والرئيس محمد مرسي لنتائج المبادرة الشعبية التي زارت عواصم دول حوض النيل. وتابع: "وفد المباردة الشعبية بذل مجهودا كبيرا جعل رئيس جمهورية أوغندا يوقف اتفاقية بناء السد قبل عرضها على البرلمان"، موضحا أن رئيس وزراء إثيوبيا وافق أيضا على إضافة طرف دولي لإعداد تقرير عن سد النهضة الجاري إنشاؤه حاليا. وأردف: "الموقف لو تطور عن هذا الحد ستكون قطرة الماء أغلي من قطرة الدم"، موضحا أن أفضل طريقة للتعامل مع أزمة بناء السد هو فتح آفاق جادة للتعاون الاستراتيجي حتى لا يلحق الضرر ببلدان الحوض، مضيفا: "مصر لن تقبل أن ينقص أحد من حصتها المائية قطرة واحدة، لكن مع التأكيد على حق إثيوبيا في إنتاج الطاقة". واستطرد صباحي: "لن نقبل لي ذراعنا في موضوع المياه"، مؤكدا أنه يجب البحث عن حلول وليس صداما، وقال: "لو تمادوا في المشاريع التي تضرنا، وإذا تأكد لنا ذلك من خلال تقرير اللجنة الثلاثية سنتوحد جميعا لردع الهجوم". وأوضح مؤسس التيار الشعبي أنه على الرغم من وضوح موقف التيار والقوى السياسية والثورية المعارضة للرئيس مرسي، لكن في شأن أزمة مياه النيل، ليس هناك محلا للخلاف، مؤكدا أن التيار وباقي القوى مستعدة لدعم جهود الدولة في أزمة مياه النيل. وأشار إلى أن السلطة تمتلك إمكانية الحديث والتحاور مع الدول الممولة لمشروع سد النهضة في إثيوبيا، على الأخص الصين وإيطاليا وأطراف أخرى. واختتم صباحي كلمته قائلا: "تنفيذ إثيوبيا للاتفافية وإكمال مشروع بناء سد النهضة بعد أيام من زيارة الرئيس محمد مرسي لها شيء مهين لنا كمصريين من حيث الشكل، ويعيد للأذهان زيارة مناحم بيجن -رئيس وزراء إسرائيل الأسبق- للرئيس الراحل أنور السادات الذي كنا نختلف معه أيضا، ودبر الأول عدوانا عسكريا على جزء عزيز من أمتنا العربية بشبهة تواطؤ مع الأمة العربية آنذاك". كانت السلطات الإثيوبية قد بدأت في تحويل مجرى نهر النيل الأزرق في خطوة متعجلة لبناء سد النهضة بعد زيارة الرئيس محمد مرسي للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بدلا من تنفيذها في سبتمبر المقبل كما كان مقررا، وهو ما تسبب في حدوث ضجة وغضب في الشارعين السوداني والمصري.