ترجمة وإعداد: محمود المنياوي ذكرت منظمة هيومان رايتس ووتش أنها تأكدت من صحة مقاطع مصوّرة نُشرت على شبكة الإنترنت، يظهر فيها قائد أحد ألوية المعارضة السورية ضد نظام بشار الأسد (كتيبة عُمر الفاروق)، وهو يقوم بتعذيب وقتل وتشويه جثة أحد الضباط التابعين لبشار الأسد الذين وقعوا في الأسر، وأظهر الفيديو قائد الكتيبة يقتلع قلب الضابط وكبده ويهتف بهتافات النصر، واستخدام ألفاظ لإهانة الطائفة العلوية التي يتبعها بشار الأسد وأغلب أركان نظامه، وأفادت المنظمة الدولية أن نفس اللواء تورط في إبريل الماضي فيما سمّته المنظمة "عشوائية القصف" الذي استخدم ضد إحدى القرى الشيعية على الحدود السورية اللبنانية. وأضافت المنظمة الحقوقية -في بيان لها صدر الإثنين الماضي- أنها تعتقد أن الشخص الذي ظهر في الفيديو هو القائد أبو بساكار، وأن صحفيين وقادة آخرين يعتقدون أن أبو بساكار هو الاسم الحركي لقائد سابق من لواء عمر الفاروق من حي بابا عمرو في حمص بسوريا، وذكرت مجلة التايم الأمريكية إن اثنين من مراسليها التقيا في شهر إبريل الماضي (وهو الشهر نفسه الذي نُشر فيه الفيديو على الإنترنت) عددا من المقاتلين التابعين لأبو بساكار وعددا من أنصاره، بما فيهم شقيقه، الذين قالوا لهم إن كل ما تمت مشاهدته في شريط الفيديو حدث بالفعل. وتابع بيان المنظمة: "من غير المؤكد إذا ما كانت كتيبة عمر الفاروق تتبع مباشرة قادة الجيش السوري الحر وتتبع المعارضة، أم أنها تعمل بشكل مستقل في مواجهة قوات الجيش النظامي السوري"، وأضاف: "لكن بالرغم من ذلك يجب على المعارضة والائتلاف الوطني السوري وقيادة الجيش السوري الحر، اتخاذ الخطوات اللازمة لمحاسبة المسئولين عن جرائم الحرب والانتهاكات العشوائية، ومنع أي شخص ينتمي إلى المعارضة من ارتكابها وإخضاع أي شخص تحت قيادتهم للتحقيق، كما يتعيّن عليها الحفاظ على الأسلحة من الوصول إلى الأيدي الخطأ". وكررت المنظمة دعوتها لمجلس الأمن لإحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية (ICC) لضمان مساءلة الجميع عن جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، وجاء بالبيان: "أحد أهم الطرق لوقف الفظائع اليومية في سوريا، من قطع الرءوس إلى التشويه والإعدام، هو تجريد كل من الجانبين من إحساس الإفلات من العقاب، والعمل على تيقنهم أن كل من ارتكب جرما سيحاسب عليه من هذا الجانب أو من ذاك". وقال نديم حوري، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "هذه الأعمال الوحشية هي صدمة بمعنى الكلمة، وعدم وضع الأمر تحت طائلة محكمة العدل الدولية نتيجة عرقلة بعض أعضاء مجلس الأمن يزيد الأمر سوءا". وتحظر قوانين الحرب أي تشويه للجثث أو المساس بجثث القتلى، وتحتم القوانين الدولية والأعراف على "كل طرف من أطراف النزاع أن تأخذ ما يلزم من التدابير الممكنة لمنع انتهاك أجساد القتلى"، وبموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، فإن "الاعتداء على الكرامة الشخصية" هو جريمة حرب، والتي تشمل إذلالا وإهانة، أو غير ذلك من إهانة كرامة أي جثة هامدة. وأشار بيان هيومن رايتس ووتش إلى أن اللواء سالم إدريس -رئيس هيئة الأركان للمجلس الأعلى للقوات المسلحة من المعارضة- قال لمجلة التايم ردا على تساؤل حول شريط الفيديو: "العنف والانتهاكات غير مقبولة، ولا يوجد جندي تحت قيادة المجلس يمكن أن يسمح للحصول بحدوث مثل هذه الانتهاكات". لكن البيان أشار إلى أن قوى المعارضة لم تحدد آليات للمساءلة عن الانتهاكات التي يرتكبها أفرادها، وتابع حوري، وهو لبناني الأصل: "ليست هذه الإجراءات كافية للمعارضة السورية، خصوصا إذا ما ألقت اللوم على أحداث مماثلة يرتكبها النظام السوري بحق المدنيين.. إن قوى المعارضة تحتاج إلى التحقق بحزم لوقف مثل هذه الانتهاكات".